على مدار الأيام الماضية تابعت كما تابع غيرى الحرب الكلامية والاتهامات المتبادلة بين الفنانة إلهام شاهين والشيخ بدر فيما يعرف إعلاميًا ب "فتنة الهام " ، الأول الست الهام هانم هاجمت الإسلام السياسى، واتهمت الإخوان والسلفيين بما ليس فيهما، فما كان من الشيخ بدر إلا أن هاجم الفنانة وأتهمها بنشر العرى والفجور، معددًا من اعتلاها وقبلها وحضنها باسم الفن ! والواقع أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه، وكأن جميع مشكلاتنا قد حلت، وأصبحنا فى وطن السمن والعسل، ولم يبق إلا هذا السجال بين أهل الفن والدين، لدرجة أن قارئ أرسل معتقدا أن الهام شاهين والشيخ بدر على اتفاق، لأن الشهرة التى نالتها الفنانة خلال الأيام الماضية لم تنلها طوال حياتها بعد أن أخذ نجمها فى الأفول وجسدها فى الذبول ! لقد حشد كل فريق جماعته، فالأخت الهام، حشدت أهل الفن فى المحروسة بعد أن شعروا بخطر يتهددهم، حتى إن رجال دين آخرين انضموا إليها، وبصموا على شرفها وطهارتها وعفتها، ثم صرحت هى أنها رفعت رأس مصر بفنها هكذا قالت ، وما حدث لها من تشويه ليس من صحيح الدين، وإن كانت لم تنف ما قاله الشيخ بدر .! طبعا إننا جميعا ضد التشهير عبر الفضائيات أو غيرها، فالأصل فى الإسلام هو الستر، وعدم الخوض فى الأعراض، ولكن ماذا نفعل والإسلام السياسى فى مصر يرميه الجميع بالحجارة، فى حين أن بيوت هؤلاء جميعا من الزجاج وما أسهل كسرها ! . إن مشكلة أهل الفن الذى سيقابلون الرئيس غدًا السبت ، ليلقوا أمامه مشكلاتهم ويحتموا به، هم أنفسهم الذين هاجموه وشتموه، وهم أنفسهم جزء من النخبة الفاسدة التى باعت نفسها لمن يدفع أكثر، بغض النظر عما يحدث وحدث فى ربوع الوطن. وبعيدا عن فتنة الست الهام هانم على رأى أحمد زكى ، دعونا نعترف أننا جميعا يجب أن نتغير، نتغير إلى الأحسن، وعلى رأسنا أهل الفن، الذين يدعون كذبا أنهم رفعوا رأس البلاد، فلا نعرف لماذا هذا الإصرار على تقديم البذاءة، والعرى بدعوى الفن، وهل يمكن لجزار مثل " السبكى إخوان " وهى مهنتهم الأصلية أن يقدم أو ينتج فنا محترما، سوى أنه انتقال من تجارة اللحم الأحمر إلى الأبيض، وهل ترضون بما رأيناه جميعا على شاشات التليفزيون فى شهر رمضان المعظم من شتائم وخروج على الآداب . إننا فى مجتمع فى حالة تغيير إلى الأفضل إنشاء الله، فيجب أن نتغير معه أيضا، وأن نراعى الله فيما نفعل، وليكن أهل الفن قدوة لغيرهم، فأفعالهم يعرفها الجميع عن ظهر قلب ولا داعى لذكرها، وكنت أتمنى من نقيب الممثلين الذى وثب وهاج وماج وهدد، أن ينتقم لحق المجتمع، الذى فشت فيه الرذيلة وكل أنواع التحرش بسبب ما نشاهده على جميع الشاشات، فلا محمد مرسى ولا غيره سيعيد الاحترام لأهل الفن، سوى أنفسهم وما يقدموه، فاتركوا الرجل لمشكلات حقيقية، ولا تشغلوه، فلم تقدموا شيئا للوطن، وكنتم جزء من النظام البائد، و مازلتم وقبضتم المعلوم مسبقا، وأخشى كل ما أخشاه أن تخرجوا علينا بعد أيام بفتنة" أحبوووش " . [email protected]