اشتعلت الصراعات مجددًا داخل حزب «الوفد»، بين القيادات والأعضاء المفصولون، على خلفية تشكيكهم في انتخابات الهيئة العليا التي جرت في 9 نوفمبر الماضي، وفاز فيها المستشار بهاء أبو شقة برئاسة الحزب. فبينما نظم الحزب احتفالية رسمية حضرها عدد من المسؤولين والكتاب والمثقفين، بمناسبة مرور مائة عام علي ثورة 1919، أعلن الأعضاء المفصولون أنهم لن يحضروا الاحتفالية، وأنهم سيظمون احتفالًا خاصًا بهم سيعلنون عن موعده قريبًا، ما أثار الخلاف من جديد وتبادل الانتقادات بين طرفي الصراع. كان طارق سباق، نائب رئيس حزب "الوفد"، وعضو الهيئة العليا، أكد أن دعوة المفصولين لحضور الاحتفالية أمر محسوم ولن يتم دعوة أي فرد منهم على الإطلاق، كونهم أهانوا الحزب ورموزه. ليرد عليه المهندس ياسر قورة، المتحدث باسم المفصولين من الهيئة العليا للحزب، بقوله إن الجبهة لا علاقة لها بالاحتفالية، وأنهم يجهزون للاحتفال بمئوية ثورة 19 وسيتم تحديد موعدها لاحقًا، مشيرًا إلى دعوة عدد من الشخصيات العامة ورموز المجتمع، وعدد من رؤساء الأحزب. وأضاف أن الاحتفالية التي يجهزون لها ستستمر على مدار عدة أيام عبر عدد من الفعاليات، منها تكريم رموز حزب الوفد ورؤسائه السابقين على ما قدموه من جهد كبير في خدمة "الوفد" والوطن. المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفي لحزب "الوفد"، وعضو الهيئة العليا، قال إن "الحزب نظم احتفالية رسمية بمناسبة الذكرى المئوية لثورة 1919، ومن يريد الحضور فله مطلق الحرية ومن لا يريد حر أيضًا. وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف الطويل، أن "حضور هؤلاء وعدم حضورهم لن يؤثر"، متسائلًا: "لماذا يتم تنظيم احتفالية موازية والحزب نظم احتفالية". فيما وصف محمود زايد، عضو مجلس النواب، عن حزب "الوفد" ما يحدث حاليًا بأنه يعتبر "لعب عيال، ولا يجوز أن يتم داخل حزب عريق بحجم الوفد". وأضاف زايد ل"المصريون"، أن "حزب الوفد يعاني حاليًا من مشكلات وأزمات يجب العمل على حلها وإنهائها في أقرب وقت، ولا يوجد حاليًا سوى الكلام داخل الحزب، فيما لا يوجد أي أفعال حقيقة يمكن الإشارة إليها". عضو مجلس النواب، شدد على ضرورة التخلص من هذه الخلافات، إضافة إلى الاهتمام بقواعد الحزب، منوهًا بأن الحزب يمتلك حاليًا قيادات كثيرة وشخصيات بارزة، فيما لا يهتم بالقواعد، التي تعتبر أهم، بحسب تصريحه. من جانبه، حاول رئيس الحزب، لم الشمل عن طريق إطلاق مبادرة جديدة للم شمل الوفديين وفتح صفحة جديدة معهم، بمناسبة مئوية ثورة 1919، ومئوية تأسيس الحزب، داعيًا جميع الوفديين إلى العودة إلى بيت الأمة باعتباره بيتًا لجموع المصريين بلا استثناء، غير أنهم رفضوا. وعقب انتخابات الهيئة العليا التي انعقدت في 9 نوفمبر الماضي، شهد الحزب خلافًات حادة بين بعض القيادات، بدأت بإعلان 26قياديًا بالحزب؛ التقدم بطلب رسمي للمستشار بهاء أبو شقة، لوقف نتيجة تلك الانتخابات، لما شابهها من تجاوزات، أدت إلى بطلان العملية الانتخابية برمتها –على حد قولهم. غير أن رئيس الحزب قرر حينها إلى إقالة 6 منهم، بدعوى خروجهم عن الالتزام الحزبي، ومحاولتهم تشويه الحزب، ما نتج عنه حدوث انشقاقات وخلافات داخل "بيت الأمة".