تحتفل مصر كل عام في 9 مارس ب"يوم الشهيد"، والذي يواكب ذكري استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق في 9 مارس 1969، في إطار حرب الاستنزاف التي بدأتها القوات المسلحة في عام 1967، ومهدت للنصر على إسرائيل في أكتوبر 1973. ويعد رياض واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامى 1941 و1942. وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، وأشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف. وكانت لحظة استشهاد الشهيد البطل لحظة فارقة في تاريخ مصر، ففي صبيحة يوم الأحد 9 مارس 1969، قرر أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً ثم انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده، وانفجرت إحدى دانات المدفعية بالقرب من الحفرة، واستشهد متأثرًا بجراحه نتيجة للشظايا القاتلة. ومن أقوال الشهيد رياض المأثورة" "القادة العسكريون لا يولدون هكذا ولكنهم يصنعون.. يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة"، كما كان يقول: "لا تسرع في قراراتك وحينما تقرر لا تتراجع أو تتردد". ومما قاله منتقدًا بعض القادة، خاصة بعد هزيمة يونيو 1967. "أخطاء الصغار صغيرة ويمكن معالجتها ما دامت بغير قصد وفى حدود ممارستهم لحق التجربة والخطأ أما أخطاء الكبار فإنها دائما كبيرة". كان رياض يؤمن بحتمية الحرب ضد إسرائيل, ويعتقد أن العرب لن يحققوا نصرا عليها إلا في إطار استراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان وليس مجرد استراتيجية عسكرية، وكان يؤمن بأنه "إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه". كما كانت له وجهة نظر في القادة وأنهم يصنعون ولا يولدون فكان يقول "لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذي يولد قائدا هو فلتة من الفلتات التي لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا، ولكن العسكريين يصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة، إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم، والقائد الذي يقود هو الذي يملك القدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار". كرم الرئيس جمال عبدالناصر اسم الشهيد، بمنحه رتبة فريق أول، ووسام نجمة الشرف العسكرية، أرفع وسام عسكري في مصر، وتحول يوم 9 مارس، حيث رحل، إلى "يوم الشهيد" في مصر.