أكدت صحف عربية صادرة اليوم أن مهمة الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا تبدو "مستحيلة" في ظل إصرار نظام الرئيس بشار الأسد على خيار الحل العسكري وسفك الدماء وقتل المدنيين وارتكاب المجازر ورفضه وقف العنف وحل الأزمة سلميا. فمن جانبها، اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية ،فى تعليق لها، أن مهمة الأخضر الإبراهيمي تبدو "مستحيلة" في ظل إصرار نظام الرئيس بشار الأسد على خيار الحل العسكري ، مشيرة إلى أن صعوبة المهمة تأتي كونها جاءت بعد فشل جهود السوداني مصطفى الدابي والامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان وذلك يرجع إلى عناد ومراوغة النظام السوري والفيتو المزدوج لروسيا والصين وانقسام مجلس الأمن. وأكدت "الشروق" على أن الأسد أضاع فرصته والتي كانت مواتية له بتنفيذ خطة عنان التي لم تطالب برحيله عن السلطة أما الآن فذهابه أصبح ضروريا ولا مفر منه. ولفتت إلى أن الأسد ضرب بالنقاط الست لخطة عنان عرض الحائط ودخلت الأزمة شهرها السادس عشر ولا أمل في حلها إلا بتدخل دولي فعال ينهي حكم الاستبداد ويمهد لانتقال السلطة ويعول كثيرا على اجتماع الوزاري العربي المقرر الأربعاء لاتخاذ الموقف المناسبة بما يعجل بحل يحمي الشعب ويحفظ وحدة سوريا. بدورها، قالت صحيفة "الوطن" القطرية إن الأخضر الإبراهيمي لم يجاف الحقيقة لدى وصفه لمهمته بأنها شبه مستحيلة ولدى تشبيهه لدوره في هذه المهمة بأنه كمن يبحث عن شقوق في جدار من الطوب في اشارة واضحة إلى ضيق فرص الحل ولإدراكه المسبق بحجم التعقيد الذي يسوقه النظام السوري الذي لا ينكر أحد خبراته في سوق العراقيل وفي اثارة الأزمات. وأشارت "الوطن" إلى أن الإبراهيمي لا يداهمه هذا التشاؤم من فراغ ويكفي القول إنه سيبدأ مهمة جديدة سبق أن تعثر فيها دبلوماسي قدير كان على رأس المنظمة الدولية ذات وقت وله باع طويل في تبريد الأزمات الساخنة وهو كوفي عنان ويكفي أيضا متابعته المجريات الدامية الحاصلة يوميا والتي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء. وطالبت المعارضة السورية بأن تخطط لكافة الاحتمالات ومنها أن يلقى الإبراهيمي مصير عنان فلا يجد شقا في جدار الطوب فيعود أدراجه بخفي حنين من جهتها، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن المبعوث الجديد المشترك بين الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي الذي ينتظر أن يبدأ رحلته الاستكشافية الأولى إلى سوريا خلال ساعات طال انتظارها صعق كل المتأملين بحل ناجع وناجح ينهي عذابات السوريين بأن مهمته المرتقبة تقريبا مستحيلة. وأوضحت الصحيفة أن البداية غير موفقة لمهمة يرجو الآلاف أن تثمر وأن تنجز سلما ووقفا لنزيف الدم الذي أزهق حتى الآن أرواح نحو 25 ألف سوري ورغم ذلك فالرهان كبير على خبرة وحنكة هذه الشخصية العربية الدبلوماسية الدولية التي خبرت الكثير من المشاكل والأزمات المستعصية وفككت عقدها وألغامها. أعربت عن أملها أن يكون الإبراهيمي استخدم لغة دبلوماسية يرنو فيها سبل النجاح والتوفيق في مهمته التي نعرف أنها شائكة بعدما تعدد اللاعبون وتشعب الوضع. وشددت على أن الحكومة السورية ملزمة أكثر من غيرها سواء من الأطراف اللاعبة في الداخل أو اللاعبين الإقليميين أو الدوليين بتحمل المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة..وهي ملزمة بالوفاء بالمطالب التي أعلنتها الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمنظمات العربية الفاعلة ويكفي آلاف الأرواح التي أزهقت حتى الآن. وأكدت البيان المجتمع الدولي مدعو للضغط على النظام السوري وحلفائه من أجل وقف آلة القتل بشكل عاجل بكافة السبل الدبلوماسية الممكنة دون المساس بوحدة التراب السوري.