429.9 ألف ذكر فى عمر 35 عامًا لم يتزوج.. مقابل 330.9 ألف فتاة الأسباب المادية على رأس الأسباب.. الشباب: منين نجيب فلوس للزواج؟ خبيرة أسرية: عنوسة الشباب اختيارية.. والهروب من المسئولية أبرز الأسباب على الرغم من أن وصف "عانس" وهو تعبير مكروه مجتمعيًا، عادة ما يطلق على النساء دون الرجال، إلا أنه في الواقع يطلق على أي رجل أو امرأة يتجاوز سن الثلاثين من دون زواج، والذين يقدرون وفق آخر أرقام أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 2017، ب 13.5 مليونًا. لكن أغلب الدراسات والإحصائيات تركز دائمًا وتسلط الضوء على عنوسة الفتيات، في حين أن الأرقام الرسمية تظهر تفوق عدد الذكور على الإناث في نسبة العنوسة. وتعزو الدراسات "عنوسة الرجال" وعزوفهم عن الزواج، إما لأسباب اقتصادية وإما لضعف الوازع الدينى أو لأسباب مجتمعية، وإغلاق أبواب الحلال بكثرة تكاليف ونفقات الزواج التى لا يستطيع الوفاء بها الشباب حديثو التخرج. فقد كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن أن عنوسة "الذكور" في مصر سجلت ارتفاعًا من "عنوسة الإناث"، راصدًا تراجعًا مخيفًا في أعداد المتزوجين بين الرجال، حيث أظهر أن هناك 429.9 ألف ذكر من عمر 35 عامًا في الحضر لم يتزوجوا، مقابل 330.9 ألف فتاة في نفس الفئة العمرية، فنسبة العنوسة في الحضر أعلى من الريف للجنسين. في حين بلغت نسب العنوسة في عمر 40 عامًا سواء للرجال أو الإناث، حتى 75 عامًا، 760.9 ألف شخص، منهم 429.934 ألف رجل، بنسبة 56.5%، و330.965 ألف أنثى. الشقة أم الأزمات يقول محمود سليمان، (30 عامًا)، عامل، إن السبب الرئيسى فى "عنوسة الشباب" وعزوفهم عن الزواج، هو عدم امتلاكهم شقة أو ادخار مال، ضاربًا المثل بنفسه، إذ إنه يعمل بأجر يومى، واليومية لا تكاد تكفى إلا مصاريفه الشخصية. متفقًا معه في الرأي، أرجع عساف عبدالحميد، (29 عامًا)، سائق ميكروباص، سبب ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، قائلاً إنه أعلن خطوبته منذ خمس سنوات ولم يتمكن من الزواج حتى الآن، مبررًا ذلك بأن "إيجاد الشقة ليس بالأمر الهين، والحصول على شقة إيجار جديد هو أمر مرهق، نظرًا لرفع الإيجار عامًا بعد آخر". أما محمد إسلام، (28 عامًا)، موظف فكان السبب لديه مختلفًا عن سابقيه، إذ إنه لم يرتبط حتى الآن، نظرًا لأنه لم يجد الفتاة المناسبة التى يتمناها مثال "كيم كاردشيان" فى الجمال، فضلاً عن أنه دائمًا ما يفكر فى عمله والنجاح فيه بشكل كبير، وهى من أهم أولوياته. "أتجوز ليه واللى بعوزه بخده من غير جواز"، هكذا يبرر صابر عدلى عدم جوازه، قائلاً: "انأ ابن راجل مقتدر ووسيم البنات بتجرى ورايا واللى بتسستعصى عليا بعرف أوصلها كبيرها بوكيه ورد وشيكولاته وكلمة السر (معقول مش واثقة فيا بعد كل اللى عملته)". وأرجع عدم زواجه إلى عدم تعرفه حتى الآن على الفتاة التي يتمناها لنفسه، قائلاً: "هاتلى البنت اللى أثق فيها وأسلمها اسمى وأنا مغمض وأنا أتجوزها فى نفس اليوم". عنوسة "اختيارية" وتقول عبلة إبراهيم، استشارية العلاقات الاجتماعية والأسرية، إن "عنوسة الرجل تختلف عن المرأة، لأنها تعد مسألة اختيارية بالنسبة له، لكون الزواج فى الأساس هو أمر بيد الرجل، حيث يستطيع أى شاب أن يدخل أى بيت ويطلب يد أى فتاة للزواج، على عكس الفتاة التى تنتظر اختيار الشخص المناسب لها". وأضافت ل"المصريون"، أن "أسباب ارتفاع سن زواج الشباب أو ما يُعرف باسم "عنوسة الرجال" له أبعاد مختلفة، فهناك رجال يختارون العنوسة بمحض إرادتهم، إما لأنهم يبحثون عن فتاة بمواصفات خاصة، ولا يتنازلون عن هذا النموذج، أو لأنهم حين يدخلون فى تجربة عاطفية لا يجدون الشروط التي يتمنونها فيمن يرتبطون بها، ومن ثم يبدأون البحث عن غيرها، أو لأنهم يخافون من تحمل مسئولية الزواج وتحمّل متاعبه من زوجة وأبناء ومصاريف وتكوين أسرة". وأوضحت أن "هناك فئة أخرى من الشباب التى تهرب من الزواج بسبب مرورهم بالعديد من التجارب العاطفية التى باءت بالفشل، وتركت فى نفوسهم عقدة من الحياة الزوجية، أو مروا بتجارب حياتية مؤلمة مثل انفصال الوالدين، أو حدوث مشاكل وخلافات مستمرة بينهم، ما ترك فى عقلية الشاب أن الزواج يعتبر تجربة حياتية فاشلة ولا داعى لخوضها". وأشارت الخبيرة الأسرية إلى أن "هناك مجموعة من الأسباب التى يكون فيها الشاب مجبرًا، وليس مخيرًا للوقوع فى شبح العنوسة، حيث لا يجد قطاع كبير من الشباب فرصًا للعمل لتوفير شقة وتجهيزها وتحمّل مصروفات زوجة وأبناء، وهنا تحكم عليه ظروف الحياة بالعنوسة وبتأجيل فكرة الزواج". وأكدت أن "طرق علاج عنوسة الرجال تختلف باختلاف الأسباب، وكلها تحتاج إلى تدخل الأهل والوقوف بجانب الشباب". ثقافة شعب وعن سبب عزوف الشباب عن الزواج، يقول الدكتور وليد حسنى الرئيس التنفيذى لمعهد التطوير المؤسسى، والخبير الاقتصادي، إن "الأسباب تختلف بين الرجال، لكن أبرزها الظروف الاقتصادية ومتطلبات الزواج، خاصة مع الإصرار على الشكليات في الزواج، التي تتطلب مبالغ مالية كبيرة" . وأضاف ل "المصريون" مفسرًا أسباب العنوسة بين الرجال، أن "الخوف من المسئولية والمشاكل الأسرية وانفصال الوالدين على سبيل المثال أو المرور بتجارب عاطفية فاشلة، وارتفاع تكاليف المعيشة من أسباب تفاقم ظاهرة عنوسة الرجال الأساسية". وأشار إلى أن "كثرة الاندماج مع وسائل التواصل الاجتماعى، وما يسمى المواقع الثقافية، وتكوين عالم افتراضى كبير لكل شخص، وكأنهم باتوا يعيشون فى تلك العوالم نفسيًا وعاطفيًا، ويرتبطون بها إلى حد الاكتفاء والاستغناء عن الحياة الواقعية، بما فيها مسألة الزواج".