أعلن ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع سيصدر قريبًا بيانًا بشان نتائج العمليات الجارية فى سيناء والتحقيقات الجارية في حادث رفح، مضيفا أن العمليات مستمرة لتطهير سيناء وهناك أبعاد جغرافية وغيرها تحكم سير هذه العمليات. وفيما يتعلق بالحديث عن سحب مصر لقواتها من سيناء استجابة لضغوط إسرائيلية، أكد المتحدث فى تصريحات للصحفيين أمس أن العمليات الجارية في سيناء هي قرار وطني خالص مرتبط بأمن الوطن وضروراته ومقتضياته فوق أي اعتبار آخر، لافتا إلى أن مصر لها الحق الكامل في فرض الأمن في ربوع سيناء بغض النظر عن مواقف الأطراف الأخرى . وأوضح أن الرئيس، باعتباره على رأس السلطة التنفيذية, على علم تام بكل ما يدور من عمليات هناك. وكان الرئيس اجتمع أمس في قصر عابدين برئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الداخلية احمد جمال الدين. وتناولت الاجتماعات ما يدور من إجراءات وعمليات في سيناء. تزامن ذلك مع استئناف قوات الجيش عملية الملاحقات الأمنية فى سيناء بعد أكثر من أسبوع على توقفها، وذلك بعد أن كشف مصدر أمنى عن اكتمال عملية سحب دبابات شبه الجزيرة من مساء الجمعة. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصادر أمنية مصرية إنه تم نقل ما لا يقل عن 30 دبابة إلى خارج مناطق المواجهات مع العناصر المسلحة بالعريش والشيخ زويد. وقالت المصادر تعليقهً على اكتمال عملية سحب الدبابات "إن نقل الدبابات يأتى فى إطار خطة عسكرية تكتيكية للجيش وليس لوقف العمليات ضد المطلوبين أمنيًا". وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت أن عملية سحب الدبابات المصرية من سيناء يأتى بالتوافق مع إسرائيل التى كانت اعترضت على دخول قوات ثقيلة فى سيناء بما تراه مخالفًا لاتفاقية السلام المبرمة بين البلدين. لكن مصادر أمنية نفت ذلك، وأكدت أن سحب الدبابات يأتى فى عملية إعادة انتشار فى سيناء. فى سياق متصل، يتجه الإسلاميون فى سيناء وفى مقدمتهم السلفيون الجهاديون للانخراط فى الحياة السياسية والتفكير بجدية فى تأسيس حزب سياسى فى المستقبل المنظور على قاعدة وطنية، وليس خاصًا بأهل سيناء؛ فى إطار الرغبة فى كسر طوق العزلة الذى فرضه نظام مبارك على أهالى سيناء وتداعيات القبضة الأمنية إلى فرض التهميش على التيار الإسلامى السيناوى. وكشف الشيخ مجدى سالم، زعيم طلائع الفتح، والقيادى الجهادى البارز، عن أن هناك شعورًا متعاظمًا داخل التيار الإسلامى السيناوى بضرورة إنهاء العزلة السياسية والاجتماعية والتنموية التى فرضت على أهالى سيناء طوال الثلاثين عامًا السابقة، بفضل مسايرة الرئيس المخلوع للمشروع الأمريكى الصهيونى الذى كان يسعى بقوة لفصل سيناء عن الوطن الأم، وأوضح سالم أن التيار الإسلامى فى سيناء يرى أن الاندماج فى الحياة السياسية والانتماء إلى أحد الأحزاب السياسية قد يكون أحد الخيارات التى رحب بها الإسلاميون فى سيناء، فى إطار مساعيهم للعب دور فى بناء مصر الجديدة التى يشارك فيها جميع مواطنيها على أساس المساواة، والنية بعيدًا عن نهج التخوين الذى تعامل به النظام السابق. وقال سالم، الذى زار سيناء وشارك فى مشاورات مع أهالى سيناء بحضور مندوبين رئاسيين، إن الاندماج فى الحياة السياسية لن يكون بتأسيس حزب على أساس الانتماء لسيناء، ولكنه سيكون حزبًا وطنيًا شاملاً يضم جميع المصريين، رغم إقرار أن تأسيس حزب سياسى ينخرط فيه جهاديو سيناء سابق لأوانه، إلا أن الانخراط فى الأحزاب السياسية الإسلامية القادمة يبقى الخيار المفضل حاليًا.. ولفت إلى أن تعميق الانتماء الوطنى لأهالى سيناء وتشجيعهم على الانخراط فى الحياة السياسية يتصدر أجندة الجهود الدائرة حاليًا؛ لتهدئة التوتر فى سيناء، وضمانًا لتحول شبه الجزيرة إلى رصيد للأمن القومى والاستقرار فى مصر