"الداعية" الإخواني وجدي غنيم (مواليد 1952).. شخصية قد تكون مُثيرة للجدل، ولكنها أيضًا تُثير التساؤلات أكثر من الجدل. غنيم موظف بسيط "وكيل حسابات" بالمديرية المالية بالإسكندرية، حاول أن يتلقى قدرًا من "العلم الشرعي" فلم تسعفه فيما يبدو قدراته، فحصل على شهادة في "علوم القراءات" من معهد متواضع في الإسكندرية، ثم دبلوم دراسات إسلامية، من كلية الدراسات الإسلامية في القاهرة، ثم تمهيدي ماجستير من نفس الكلية.. وليس من المعروف ما إذا كانت هي التابعة لجامعة الأزهر، أم كلية "أهلية" أخرى مُشابهة، لأن التابعة لجامعة الأزهر اسمها "كلية الدراسات الإسلامية والعربية".. وهناك فرق فيما يبدو بين الاسمين. يقول غنيم، إنه حصل على ماجستير ودكتوراه في "ربانية الشورى" من جامعة (Graduate Theological Foundation ) بولاية (Indiana ) بالولايات المتحدة الأمريكية!! ولنا هنا ملاحظتان: الأولى: أنها جامعة غير معترف بها. ثانيًا: بالبحث عنها اتضح أنها ليست جامعة وإنما "مدرسة صيفية" متخصصة في علوم "اللاهوت". ثالثًا: كيف صدَّق أتباع الشيخ أن أمريكا تمنح دكتوراه في "ربانية الشورى" في الإسلام؟! رابعًا: تواترت الأخبار من أكثر من طريق، بأن صاحب فكرة هذه الرسالة "ربانية الشورى" هو الشيخ عمر عبد الكافي وأنه أهداها إليه ليقيله من عثرته؟. خامسًا: بمراجعة صفحته على موقع "طريق الإسلام" نلحظ أن الصفحة حذفت من سيرته الذاتية الجزء الخاص بالدكتوراه المزعومة من أمريكا.. واكتفت بالدبلومة وتمهيدي الماجستير من كلية الدراسات الإسلامية في القاهرة، يبدو أنها خطوة جاءت تجنبًا من الوقوع في شرك تجربة مشابهة لتجربة "سيد القمني" سيئة السمعة. سادسًا: لماذا لم يكمل الشيخ غنيم دراسته العليا في الأزهر مثلاً، واتجه إلى "مدرسة" صغيرة غير معترف بها في أمريكا؟! خاصة أن الرسالة كانت عن "ربانية الشورى".. إذ لم يتسق المنطق أو يستقيم حال حاولنا حمل الناس على الاعتقاد بأن أمريكا "المسيحية" تعتقد ب"ربانية الشورى" في الإسلام فتُعطي لنا شهادة بهذه "الربانية"!. سيرته العلمية إذن سيرة شديدة "الاضطراب".. وهي النواة التأسيسية لمكون نفسي يتطابق معها، غير مؤهل ليكون كتفًا بكتف مع عمرو خالد مثلا أو مع الشيخ حسين يعقوب أو محمد حسان أو مصطفى حسني وغيرهم من الذين يتمتعون بالموهبة قبل التأهيل النفسي والعلمي. غنيم ظهر قبلهم.. وهم جاءوا لاحقًا عليه.. غنيم ظل "نجمًا" خافتًا داخل الجماعة.. وهم (خالد، يعقوب وحسني وغيرهم) استولوا على قلوب الملايين خارجها بدون ظهير تنظيمي أخطبوطي واسع مثل الإخوان.. ما أضاف مزيدًا من الاضطراب إلى الاضطراب الأصلي الآخذ بناصية وجدي غنيم منذ أن راودته أحلام الدعوة ونجوميتها، وطموحاته الأقل من إمكانياته ومؤهلاته.. فلم يترك مكانًا تطأه قدماه إلا ويحرق خلفه كل المراكب.. وهو ما سنلقي عليه الضوء لاحقًا إن شاء الله تعالى. [email protected]