تسود حالة من الهدوء الحذر بشمال سيناء عقب توقف عمليات المداهمة للجماعات التكفيرية وبدء عمليات التفاوض والاستتابة من قبل وفد رئاسى يضم عددًا من مشايخ الدعوة الإسلامية لتوعية هذه الجماعات وتصحيح مفاهيم العقيدة لديها. يأتى هذا فيما لم يتم الإعلان حتى الآن عن أى اتفاقات بين الجماعات الجهادية والوفد الرئاسى. وقال مصدر أمنى إن الهدوء الذى يسود سيناء حاليًا هو من أجل التقاط الأنفاس فقط، ولانتظار نتائج الاجتماع بين الوفد الرئاسى والجماعات الجهادية. ولم تشهد المنطقة الشرقية الحدودية فى مدينتى رفح والشيخ زويد والقرى المحيطة بهما أى عمليات بحث أو مداهمة من قبل الجيش والشرطة، التى نشرت قواتها على مداخل ومخارج مدن شمال سيناء، وخاصة العريش ورفح والشيخ زويد وتم وضع الكمائن الأمنية فى حالة استنفار أمنى.. ولوحظ عدم مهاجمة المسلحين لأى كمائن للجيش والشرطة فى سيناء خلال ال24 ساعة الأخيرة. فى غضون ذلك، تتواصل عمليات ردم وهدم الأنفاق الحدودية المنتشرة على الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة وإغلاقها نهائيا، حيث تقوم الآليات والمعدات التابعة لسلاح المهندسين بالقوات المسلحة بعملها فى ردم الأنفاق وهدمها فى مناطق شمال ميناء رفح البرى والجندى المجهول وصلاح الدين وغيرها. وأكدت مصادر أن عددًا كبيرًا من السكان استجاب لتحذيرات الأجهزة بإغلاق الأنفاق الموجودة فى حوزتهم ويقومون بالإبلاغ عن أى نفق، حيث تتم عمليات الردم لجسم وفتحة النفق وتسوية منطقة النفق بسطح الأرض. وأضافت أنه تم خلال الفترة الماضية ردم وإغلاق العديد من الأنفاق فى المناطق الجنوبية لميناء رفح البرى وحتى منفذ كرم سالم عند نهاية حدود قطاع غزة مع مصر. إلى ذلك، أعلن الفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة أن إستراتيجية القوات المسلحة والقيادة العامة للقوات المسلحة خلال الفترة المقبلة تؤكد عدم التفريط فى أى شبر من أرض سيناء مهما كلفها ذلك من أرواح ودماء فى الوقت الذى تتواصل فيه عمليات ردم وهدم الأنفاق الحدودية المنتشرة على الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة وإغلاقها نهائيا. وقال رئيس الأركان خلال لقائه بأبناء وقيادات العشائر فى جنوبسيناء إن القوات المسلحة والشرطة المدنية لن تسمح بوجود بؤر إجرامية فى أى بقعة على أرض سيناء، وإنها فى ظل الإجراءات المتخذة حاليا لن تمس بريئا واحدا أو شريفا واحدًا. وأضاف أن إستراتيجية القوات المسلحة ليست من ضمن عقيدتها أن تجابه الفكر بالسلاح وإنما ترفع السلاح فى وجه من يحمل السلاح فى وجه أبناء الوطن الأبرياء أو أفراد القوات المسلحة. وكان جميع مشايخ جنوبسيناء غادروا قاعة المؤتمرات بشرم الشيخ وهم فى حالة غضب شديد بسبب ما اعتبروها "إهانات تعرضوا لها". إذ كان من المقرر عقد اجتماع بين مشايخ ممثلين لسبع 7 قبائل رئيسية مع رئيس الأركان إلا أن الاجتماع تأخر من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 2 ظهرا، بالإضافة إلى أن رئيس الأركان لم يعتذر عن عدم حضور الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، بعد أن أخطروا بحضوره إلا أنه لم يحضر. وقال الشيخ سلامه أبو جازى شيخ قبيلة الترابين إن ما زاد الأمور سوءًا هو محاولة بعض منظمين المؤتمر نقل أحد المشايخ من الصفوف الأمامية إلى آخر الصفوف، لكنه رفض فى موقف أثار تذمر باقى المشايخ الذين خرجوا تباعًا وتركوا المؤتمر. على صعيد آخر، أفاد شهود عيان من محافظة شمال سيناء ل"المصريون" أن السلطات الإسرائيلية هى التى قامت بتصفية المواطن السيناوى إبراهيم عويضة بريكات أحد العناصر السيناوية الجهادية المطلوبة أثناء خروجه من منزله أمس الأول، مؤكدين أنه لم يقتل بقذيفة "آر بى جى" كما ادعت مصادر أمنية. وقال الشهود إن عويضة قتل عند خروجه عندما قصفته طائرة إسرائيلية بدون طيار باستهدافه وهو يركب دراجته البخارية، وفشل الصاروخ الأول فى إصابته ليستقل سيارة محاولاً الهرب قبل أن يصيبه صاروخ ثان مما أدى إلى تمزيقه إلى أشلاء متناثرة. وأضافوا أن الصاروخ خلف وراءه حفرة عميقة فى مكان الحادث. جدير بالذكر أن عويضة من العناصر التى تتهمها إسرائيل بالوقوف وراء عملية الهجوم على حافلة سياح إسرائيلية فى إيلات والتى تم فيها اختراق عناصر جهادية للحدود الإسرائيلية فى أوائل العام الجارى وتم فيها قتل إسرائيليين، وهو من المطلوبين لدى إسرائيل.