المصرية الوحيدة التي فازت في مبادرة «صناع الأمل» الإماراتية، مليون درهم إماراتي، وكرمها نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد، وكانت وهي تتهادى في ثوب أبيض يماثل نقاء قلبها متجهة لتسلم الجائزة تختزل نساء مصر كلهن، بل ونساء العالم، ففي خطوة تشبه ميلندا جيتس، وفي الخطوة الثانية تتحول إلى هبة السويدي، وفي الثالثة هي إنجلينا جولي، وفي الرابعة تعود «الأم تيريزا».. حتى أنهت خطواتها باستلام الجائزة. إنها السيدة المصرية ماجي جبران، أو (ماما ماجي) أو القديسة ماجي، التي ولدت لعائلة ثرية، وتزوجت من رجل أعمال ثري ودرست حتى أصبحت أستاذة لعلوم الكمبيوتر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وترشحت للفوز بجائزة نوبل للسلام 4 مرات، لكنها كل مرة كانت تقول: «إن ضحكة طفل وفقني الله لإسعاده أهم من جائزة نوبل». بدأت قصة، صانعة الأمل المصرية ماجي جبران بزيارة إلى إحدى أفقر مناطق مصر (عزبة الزبالين) بمنشاة ناصر، حيث صدمها حجم الفقر والعوز والاحتياج، وخاصة المعاناة التي يكابدها الأطفال، فكانت نقطة التحول التي أعقبتها زيارات للمناطق العشوائية، وتكريس كل وقتها للعمل الخيري منذ عام 1985 حيث أسست مؤسسة (ستيفن شيلدرن) للأطفال الفقراء، ومن خلالها أنشأت 22 مركزا لتوفير التعليم والرعاية للأطفال رعت من خلالها أكثر من 18 ألف طفل، وتقول، ماجي جبران: «أنا مهتمة بالتعليم فهو الطريق الحقيقي للتنمية وأتمنى انتشار المدارس في جميع قرى مصر». إنها سيدة واحدة صنعت كل هذا الأمل، وكل هذا الفارق، سيدة واحدة آمنت بفعل الخير فأسعدت أكثر من 18 ألف إنسان، فما بالك ولدينا عشرات من رجال وسيدات الأعمال أصحاب المليارات، ولم نسمع عن فارق صنعوه، أو خير اقترفوه ربما يغفر لهم أكلهم حق المصريين، وابتلاعهم خيرات مصر، واستحلالهم لأموال الشعب، يُستثنى من هؤلاء قلة قليلة لا تتجاوز أصابع اليدين! الحب.. والعطاء.. وفعل الخير من أهم معاني الحياة. .. وقديماً قالوا: افعل الخير وليقع حيث يقع، فإن وقع في أهله.. فهم أهله، وإن وقع في غير أهله.. فأنت أهله. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء. Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66