على الرغم من مقالات جمال سلطان ورفاقه ب"المصريون" التى استحلف بعضها رئيسنا بالله ألا يزور طهران, فإن الزيارة ما زالت قائمة, وأخشى أن تكون مؤسسة الرئاسة لا تستمع إلا لمن يهاجمها ويعارضها, ولا تلتفت للنصيحة, ولا تبصر الحرب الدائرة فى الشام, والشام حزينة تشكو إلى الله من نظرة البعض إلى بلاد فارس على أنها للإسلام حارس. فحين يصير الأمر متعلقًا بالدم, وحينما تلطخ دماؤنا ثياب الملالى وأبناء الموالي, فلا أملك إلا التعجب والاعتراض وسؤال الرئيس - الذى أحبه - كيف سيصافح نجاد تاجر السجاد, ويلتقط منه الكف, فلا يبصر الدم الشآمى فى كل كف. لا فرق عندى بين صهاينة يقتلون أهالينا فى غزة, وبين كلاب رئيسهم يُسمى كذباً "الأسد" ينهشون بمساعدة إيران, فى عفة نساء الموحدين وأرواحهم بالشام. ومصر والشام يا سيادة الرئيس تاريخ واحد, ويكفينى طرح اسم رجل يُدعى "العز بن عبد السلام" اسمًا وصفة وفعلاً, أنقذ الله به مصر فى زمن الفتنة, وبناته وبنات بناته وأحفاده وأحفاد أحفاده, تأكلهم نيران الآلة البشارية النجادية. كان من الممكن أن نتغاضى عن الزيارة, لو لم يكن هناك قتل على الهوية والمذهب فى درعا وحماة, وما أدراك ما حماة يا سيادة الرئيس, بل أنت أعلم بحماة مني, وأزعم أنك بكيت يومًا وأنت تشم رائحة اللحم البشرى المشوى فى حماة بمطلع الثمانينيات, يومها أيضًا كانت قنوات الاتصال, وأنفاق الدعم مفتوحة بين طهران ودمشق, ويومها كان إخوانك المسلمون جماعةً, وإخواننا المسلمون نسبًا وصهرًا ودينًا, مستضعفين بالشام ومصر.. فلما أذن الله بتمكين الإخوان فى مصر, وجدنا أقذر مذابح التاريخ لإخواننا السنة فى بلاد بنى أمية.. فلم يبلغ يا سيادة الرئيس, ما جرى فى البوسنة ولا فى الشيشان وما فعله الصرب والروس, ما يُفعل بشام الله من العلويون والمجوس. فبالله عليك لا تسافر فضلاً عن أن تصالح وتتصالح, بالله عليك لا تذهب ولا تصالح, ولو منحوا مصر الدعم, فالدم لا صلح فيه, الدم يقطر من أفواه خامنئى ونجاد ونصر الله. وحضور مصر قمة عدم الانحياز, هى قمة الانحياز ضد دماء, أخشى أن تصبح فى أعناقنا, لأن أعناقنا فى عنقك يا سيدى الرئيس. يا رئيس مصر, لو ما زلت مصممًا على السفر, فقل لهم: كفوا عن الشام سفهاءكم وكلابكم التى تنهش فى أعراض حفيدات سليمان الحلبى. [email protected]