حذرت دار الإفتاء من الهجمات المتوقعة لتنظيم داعش الفترة المقبلة مستغلا أعياد الميلاد. وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة إن صفحات ومنصات التنظيمات المتطرفة والإرهابية خاصة التابعة منها لتنظيم داعش الإرهابي قد دشنت حملة ضخمة لحث أنصارها ومؤيديها علي الاستعداد لشن هجمات إرهابية مستغلين احتفال العالم بأعياد الميلاد وامتلاء الساحات والميادين بالمحتفلين، الأمر الذي يمثل فرصة كبيرة لشن هجمات الدهس التي اشتهر بها التنظيم في السنوات الماضية. وبالتوازي مع تنفيذ تلك الأعمال الإرهابية، دشن التنظيم حملة أخري تستهدف نشر الرعب والخوف في العالم أجمع عبر نشر رسائل التحذير والوعيد وبث الرعب والخوف من الاحتفال بأعياد الميلاد، حيث نشرت إحدى الحسابات التابعة للتنظيم: 'يا أنصار الخلافة ها هي أعياد الصليبيين تقترب فلذلك ندعوكم لإرهابهم علي موقع الفيسبوك، أَرْهِبوهم وأَرْعِبوهم لدرجة تجعلهم لا ينزلون إلي شوارعهم للاحتفال بعيد ميلاد الذي عبدوه من دون الله". وحدد الحساب الداعشي عددًا من أهداف هذه الحملة، وهي للمؤسسات الإعلامية الكبري مثل ال 'بي بي سي وفرانس24'، إضافة إلي صفحات عدد من المؤسسات الدينية المسيحية مثل الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية، فضلًا عن الهجوم علي صفحات عدد من قادة الدول والرؤساء أمثال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأضاف المرصد أنه خلال المتابعة المستمرة لإصدارات التنظيم وكتاباته وفيديوهاته التي ينشرها عبر منصاته الإعلامية المتعددة، توصل إلي عدد من المنشورات والكتابات والفيديوهات التي أعدها التنظيم وأطلقها لحث التابعين والمناصرين له لاستغلال أعياد الميلاد في تنفيذ الأعمال الإرهابية ونشر الرعب وجذب وسائل الإعلام إلي خطورته مرة أخري بعد أن فقد جُلَّ قدراته خلال العام 2018. وتمثل التجمعات البشرية الكبيرة فرصة مناسبة لهجمات الدهس باستخدام السيارات الكبيرة والمتوسطة، التي توقع عددًا هائلًا من الضحايا والمصابين وتنشر الرعب بين سكان تلك الدول، ففي يوليو 2016 دهس شاب تونسي ينتمي لتنظيم داعش، باستخدام شاحنة كبيرة، حشودًا تجمعوا للاحتفال بيوم الباستيل، مما أسفر عن مقتل 86 شخصًا وإصابة العشرات قبل إطلاق النار عليه، وفي ديسمبر من العام نفسه شهدت برلين استهدافًا لسوق أعياد الميلاد من قِبل مهاجم يقود شاحنة تم سرقتها مما أسفر عن مصرع 12 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين. وشدد المرصد علي ضرورة بذل كافة الجهود الأمنية والاستخباراتية لمنع هجمات الدهس والطعن خلال أعياد الميلاد، كونها تمثل طوق النجاة للتنظيم للعودة إلي واجهة الإرهاب العالمي مرة أخري بعد أن تواري خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلي كون تلك الأعمال تسهم بشكل فعال في توجيه دفعة المتطرفين حول العالم نحو تنظيم داعش كقبلة 'للجهاد' بعد أن شهد التنظيم موجات متلاحقة من الهزائم والانشقاقات والفرار، والتي أثرت علي قدراته وقوته بشكل كبير وجعلت الكثير من المحللين والمراقبين يتوقعون أن العام الجديد سيشهد نهاية التنظيم الأكثر دموية في التاريخ.