لم يعد خافيا على أحد دور إيران الإجرامى فى قتل الشعب السورى واستباحة دماء نسائه وأطفاله فضلا عن رجاله، بل ويصل الحد إلى تباهى النظام بذلك أمام الملأ وإعلانها الصريح الوقيح أنها لن تسمح بسقوط نظام بشار، وهى ترى حلم الهلال الشيعى الممتد من الخليج العربى حتى المغرب العربى مرورا ببلاد الشام جميعها إلى مصر يتهاوى أمام أعينها وتنفصم حلقاته بأسود أهل السنة فى سوريا ثم لبنان الذين يسطرون أعظم ملاحم التاريخ وسط تواطؤ عالمى مفضوح وسكوت عربى وإسلامى سنى مخزٍ، وكلمة السر فى كل هذه المؤامرات هى الكيان الصهيونى البغيض الذى كان يمثل له مبارك وعائلة الأسد وملك الأردن وحزب الشيطان نصر الله كنزا استراتيجيا حققت به إسرائيل عبر عقود استقرارا ونهضة شاملة فى جميع مناحى الحياة، وأصبحت تتندر على دول الطوق استهزاء وسخرية من التسمية ولفتا لأنظار العالم أنهم لا يساوون قيمة طوقٍ مجتمعين. لعبت إيران الخمينى دورا محوريا فى الحفاظ على أمن اسرائيل لم تكن تحلم به دولة فى وضع مثلها، فقد كفتها على الأقل مؤونة عراق صدام المخيف فى واحدة من أحط المؤامرات التى تعرض لها العرب والمسلمون عبر التاريخ، وفى حصد أرواح الشعب العراقى السنى فى خسة طائفية لم يفعلها أشد الناس عداوة للمسلمين، وتمكنت من مفاصل العراق وثناياه دون خجل من إعلان مؤازرتها لأمريكا فى هذا المخطط النجس الذى تلاقت فيه مصالحها مع مصالح اسرائيل وأمريكا على أشلاء وجثث الشعب العراقى المظلوم. وها هى تلعب نفس الدور فى سوريا على أشلاء الشعب السورى السنى، وأرادت هذه اللعبة القذرة للبحرين ولكن خذلهم الله وقوض مخططهم، وها هى البحرين تعيش فى توجس من غدرهم الطائفى، وكذلك السعودية بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط. إن ثورة الخمينى ثورة طائفية بغيضة قامت على دغدغة عواطف شيعة العالم بأنهم قادمون وأن لهم الجولة والصولة وتبنت ما سمته بتصدير الثورة أى محاولة تشييع مناطق النفوذ السنى ثم السيطرة عليها بخلاياها المزروعة فى كل أراضى البلاد السنية بدءًا من بلاد الحرمين الشريفين ودول الخليج فالشام ومصر ودول المغرب العربى، وتنفق بلا حدود على مشروعها الإجرامى، ولولا يقظة علماء أهل السنة ومقاومتهم وتحذيرهم من هؤلاء المجرمين لتغير وجه المنطقة منذ فترة، ولكن الله يسلم فى كل مرة. إن مصر الدولة السنية الأبية التى استعصت على الطائفة النجسة الباطنية الشيعية من الدولة العبيدية "الفاطمية" التى امتد حكمها لمصر قرنين من الزمان ولم تستطع تشييع المصريين السنة وخاب رجاؤها فى تحويل قبلتهم إلى "قم" والنجف الأشرف، لقادرة بإذن الله على دحض مخططاتهم ورد كيدهم فى نحورهم، ولكن أخشى ما نخشاه من رئيسنا المحبوب وطائفته من جماعة الإخوان التهوين من خطر الشيعة ومن ثم التطبيع الاقتصادى والسياسى معهم بحجج مختلفة فيقع ما نحذر من اضطراب فى مصر وزعزعة لأمنها الاجتماعى والدينى، وسلوا غزة وما يقع فيها من جراء المعونة المشئومة التى تدفعها لها طهران بالشمال وترجو فى سبيل ذلك أخذ أغلى ما يملك المسلم وهو دينه وعقيدته وانظروا إلى من تشيع من الفلسطينيين بسبب تلك المعونة النجسة التى تخاذل فيها العرب ف"اهتبلت" إيران تلك الفرصة التى لا تتكرر كثيرا طمعا فى أن يكون لها قدم فى منطقة بجوار مصر ومن ثم المغرب العربى، وسلوا أيضا السودان وما يعانيه أهل السنة جراء تعاون حكومتهم مع إيران وكم عدد الحسينيات ومساجد الضرار التى بنيت نتيجة هذا التعاون البغيض، ولا نذهب بعيدا وهم يحاولون بكل ما أوتوا أن يكون لهم قدم فى مصر عن طريق من هاجر من شيعة العراق وأقاموا فى مدينة السادس من أكتوبر وقيل إنهم يملكون الآن مساجد ومدارس فى تلك المنطقة، ولا ننسى عملاءهم فى مصر أمثال الدرينى والعقالى والنفيس والوردانى الذين يحاولون بكل الطرق استغلال الفوضى الحاصلة فى مصر فى إثبات وجودهم. إننا نحذر رئيسنا المحترم من هؤلاء، ونقول له بصوت واضح صريح: هل هان عليك أيها الصائم القائم السنى محب الله ورسوله وصحابته وأبى بكر وعمر وعثمان وعلى وآل بيته الأطهار؟ هل هانت عليك تلك الدماء الزكية التى ما زالت تنزف من أجساد أهل السنة فى سوريا؟ هل هان عليك تشردهم فى الآفاق على يد تلك الشرذمة الضالة من أتباع الخومينى؟ هل هانت عليك بيوتهم المهدمة على رءوسهم، هل هانت عليك آهات الأمهات وبكاء الثكالى ويتم الأطفال على يد تلك الدولة الصفوية المجرمة؟ بل هل هان عليك عقائدهم الخربة وطعنهم فى صحابة النبى صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والقرآن الكريم؟ إننا نربأ بك رئيسنا التقى الورع السنى أن يطمع فيك هؤلاء الأنجاس ويتخذون من موقف الإخوان المائع تجاه العقيدة والدين ستارا ينفذون منه إلى مصر ومن ثم إلى تهديد استقرارها السنى الدينى والاجتماعى فندخل فى معارك الفعل والفعل المضاد والشد والجذب بين فئات المجتمع فنفتح باب شر مغلق "والبلد مش ناقصة". إنها صيحة نذير وتحذير.. نرجو سيادة الرئيس أن تعيها، فليس أغلى من عقيدة المرء ودينه.