الرئيس مرسى قال إنه يريد للقوات المسلحة الخير والقوة والأداء الباهر واليقظة والتفرغ لحماية الوطن، بل الأوطان، وهذه كانت وصية سليمان خاطر ملفوفة فى عتاب مبطن لرفاقه من الجنود الذين اقتادوه إلى السجن بعد حُكم المحكمة عليه بالسجن المؤبد، نظر إليهم معاتباً بسبب تسييس القضية، مؤكداً أنهم وقعوا فى الفخ، ليس فقط بترك المجرم الحقيقى والمستفيد الأساسى ليُذبح على عتبة النقد الجماهيرى بعض كباش الفداء، إنما بترك مهمة حراسة الوطن والانخراط والاشتغال بالسياسة. ولو اشتغلوا بالحراسة وخطط الحرب وصد غارات الأعداء ولو تجردوا حقاً لهذه المهمة، التى تجرد لها سليمان لما حدث ما حدث فى رفح. قال لهم سليمان: "سليمان مش محتاج حراسة، سليمان لا يهرب، روحوا احرسوا سينا "، وحراسة سيناء من العدو الأكبر ومن الذئاب سفاكى الدماء ومن الكلاب المسعورة، التى تنهش بين الحين والآخر فى جسد جنودنا على الحدود، وليس من قطيع الغنم، وليس بحراسة مصالح بعض القوى السياسية وصرف الجيش عن مهمته الأساسية، وهذا هو الأهم. سبعة عشر من أبطال الجيش المصرى كانوا فى مكان سليمان، ذهبوا ليحرسوا سيناء، وهذا ما لا تريده إسرائيل، وفعلت بهم من خلال عملائها فى العمق المصرى من المستعربين أو التكفيريين ما فعلته قبل ذلك مع الجندى العظيم سليمان خاطر من خلال عملائها فى نظام مبارك. إنها بطولة سليمان وقصته الحاضرة وصوته الصارخ على الحدود no passing ودمه فى الزنزانة ووصيته، التى عرفنا جيداً قيمتها اليوم كمعرفتنا غدر الصهاينة ووحشيتهم ودمويتهم ووضاعة وحقارة عملائهم. إنها قصته نسمعها فى حناجر المغنين ينشدون قصة الفتى زهران الذى صورته السلطة وصحفها خارجاً عن القانون، كما صوروا سليمان خاطر مختلاً عقلياً وخارجاً عن القانون! وأرادته إسرائيل كذلك إلا أن المصريين جعلوا منه بطلاً شعبياً ومنحوه لقب الشهيد.. "ويوم شنق زهران كانت صعب وقفاته، أمه وأبوه فوق السطوح همه وأخواته، اللى انشنق شنقوه، واللى انجلد جلدوه، واللى انجلد جلدوه واللى نجا فى السجن ورموه، وزهران سبع ما انحنت هامته، طلع المشنقة ما بكى ولا اشتكى، صرخ فيهم كنسر فى الجو فارد جناحاته، وقال لعشماوى شد الحبل أنا رايح، صعد زهران للسما وبانت كراماته. قصة سليمان خاطر حاضرة بقوة فى مشاهد جريمة رفح؛ فلا أمان لغدر ومكر الصهاينة، والعملية الأخيرة نشتم فيها رائحة وحشيتهم المعتادة وغلهم التاريخى مع الجنود المصريين؛ ألم يدهسوا أسرانا وهم عزل من السلاح فى الصحراء بالدبابات قبل ذلك بلا رحمة؟ ألم يمثلوا بجثث الجنود المصريين قبل ذلك فى المحاجر؟ ألم يدفنوا أسرانا قبل ذلك أحياء فى صحراء سيناء؟ إسرائيل قتلت بوحشية وبدم بارد سبعة عشر سليمان خاطر على الحدود، لذلك كانت وصية سليمان خاطر للجنود حاضرة بقوة فى كلمة الدكتور مرسى فى ليلة القدر وفى قراراته الأخيرة الحاسمة، ومن المهم جداً أن ينفذوها بكامل اليقظة والحرص والحزم، اتركوا السياسة لأهلها، وروحوا احرسوا سينا.