يتبع عدد من الرجال أسلوبا جديدا في التعامل مع المشكلات ومواجهة الصعوبات والانتصار على ضغوط أعمالهم وثقل حياتهم من خلال "نظرية الإسفنجة" !!، وتنص هذه النظرية على "نفث" نوبات غضبهم، و”لكمات سخطهم” في وجه أقرب النساء إليهم، وبالطبع يكون للزوجة نصيب الأسد من فورات الأعصاب تلك، وتليها الأخت ثم الابنة ... وقد تنضم "الأم" إلى تلك النظرية عند بعض "العاقين". ويرى الرجال ... تبعا لهذه النظرية أن المرأة، التي تعيش معهم تحت سقف بيت واحد، مثل الإسفنجة عليها امتصاص كل ما يصدر منهم واعتبار ذلك حقهم الطبيعي، الذي لابد وأن تتقبله بصدر رحب دون اعتراض أو امتعاض ... أو حتى النظر في وجه ذلك العبوس الغضوب، ولكن عليها أن تتطأ رأسها ... وتنكمش على نفسها ... وتحاول الفرار منه قبل أن يفتك بها. واتعجب اختلال ميزان العدل لدى هؤلاء الرجال .. كيف يُخرجون طاقتهم السلبية في وجوه من ليس لهن ذنب فيما يحدث لهم ولم يَكُن سببا في ذلك، كيف يقبل إنسان أن يكون ظالما؟! وكيف يقبل ضميره بأن يصبح جباراً في حق من تخدمه وتلبي احتياجاته دون ملل أو كلل؟ وكيف يقبل رجل بأن يكون ضعيفا؟!! فقد عَلمنا الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". وما يثير دهشتي حقا، من خلال تجارب عديدة جرت أمام عيني، أن المرأة تتحول في نظر الرجل إلى الإسفنجة، وقتما تكون من النوع "المحترم".. "المطيع" ..أو كما يقولون "مكسورة الجناح"، ولعل المرأة ترضى بذلك لأسباب عديدة منها ...الإبقاء على سفينة الحياة سارية... حرصا على الأولاد ..عدم تعودها على الجبروت أو أخذ الحق بالذراع أوبالصوت العالي .... في حين أن تلك "المفترسة" "الطاغية " "الجبروت" يتلاشى الرجل الاحتكاك بها أو إثارة غضبها .... كما قلت ميزان عدل "مختل"!. ولكن تلك الإسفنجة .. يأتي عليها الوقت لتمتلئ للنهاية ..ومع مزيد من الضغط عليها تنفجر في وجه من يتجبر عليها ويظلمها ..فيرى منها وجها آخر..أو إنها تصب جام غضبها على أولادها، وهي نتيجة مؤسفة من نفسية "محطمة" لا ترى من رجل منزلها إلا وجها واحدا يتغير بمجرد خروجه من المنزل في صحبة أصدقاءه أو زملاء عمله .. فتختفى بقدرة قادر ال 111 ... ولا ينغلق فمه عن الابتسام .. وقد يصم آذان أصدقاءه من ضحكته الرنانة التي تصل الآفاق. "رفقا بالقوارير" نبهنا إليها "من لا ينطق عن الهوى"، لأن تلك المرأة الموجودة في المنزل مسئولة عن أطفال يصبحون شباب المستقبل، فإما يصبحون رجالا ونساءً أسوياء يبنون ويعمرون ويملؤن العالم سعادة، وإما يصبحون مرضى نفسيون يصبون جام غضبهم على من حولهم ... وتتكرر قصة "الإسفنجة البائسة" .. وتصبح دائرة لا تنتهي. ولعل الحل لهذه المسألة ليس ب"المعضلة" ولا "المستحيلة".. فقط يتذكر ذلك الرجل أنه "لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، ولا مانع من "كظم غيظه" عندما يدخل منزله .. ولن يخسر شيئا من أن يوزع بعض البسمات على من يسكن منزله .. ولا مشكلة بتاتا من أن يعلو صوته ب"الضحكات" كما يعلو في "الصراخ" .... وهنا سوف يرى في منزله ما يسر قلبه ويسعد حياته ويقزم مشكلات الحياة في عينيه... ولو استخدم من يطبق "نظرية الإسفنجة" بعض ذكاءه فيدله تفكيره على أنه لابد وأن يكون له واحة يستريح بها من "هموم الحياة"، وليس هناك أفضل من منزله وسط أهله.. وكما قال الشاعر " كن جميلا تر الوجود جميلا "....... وحاول أن تكون سعيدا تر الوجود كله سعيدا وتسعد من حولك أيضا. [email protected]