يبدأ العام القبطي الجديد (1734)، يوم الثلاثاء المقبل، وبتعانق العامين الهجري والقبطي وبدايتهما في ذات اليوم في سابقة قلما تتكرر. والتقويم القبطي أو "تقويم الشهداء" هو تقويم معتمد أساسا على التقويم المصري القديم، وهو تقويم شمسي وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهرا معتمدين على دورة الشمس، ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، وأدقها من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام، ويعتمد عليه الفلاح المصري في مواسم الزراعة والمحاصيل التي يقوم بزراعتها من آلاف السنين وحتى الآن. وبدأ اليوم الخميس شهر "نسئ " وترتيبه الشهر الثالث عشر والأخير في العام القبطي المعمول به حتى الآن في الكنيسة الأرثوذكسية، ويؤشر هذا الشهر إلى قرب نهاية العام القبطي وبداية عام قبطي جديد، وهو شهر قصير طوله 5 أيام في 3 سنوات متتالية وفي السنة الرابعة التي تكون كبيسة يكون طوله 6 أيام، والنسيء معناها في اللغة "العقيب"، وعرف بالقبطية باسم "الشهر الصغير". وبالرغم من تواري التقويم القبطي في زاوية بعيدة وسط التقويميين الهجري والميلادي المعمول بهما حاليًا، إلا أنه منذ قرون بعيدة وحتى الآن يعد بوصلة الفلاح المصري الذي احتضن هذا التقويم، وظل يتوارث العمل به ويطبقه في زراعته منذ عرف هذا التقويم من أكثر من 4 الآف عام قبل الميلاد، وهو جزء من التراث الفرعوني و دائرة معارف شعبية زراعية فلكية متميزة انطبعت في التراث المصري الأصيل، واحتفظ أقباط مصر بنفس التقويم المصري القديم وشهوره التي ظلت كما هي بأسمائها الفرعونية بعد أن اتخذوا من عام الشهداء الذي استشهد خلاله نحو مليون قبطي على يد الإمبراطور الروماني دقلديانوس، عام 248 بداية للتقويم القبطي. واحتفظ أقباط مصر بنفس التقويم المصري القديم وشهوره التي ظلت كما هي بأسمائها الفرعونية، بعد أن اتخذوا من عام الشهداء الذي استشهد خلاله نحو مليون قبطي على يد الإمبراطور الروماني دقلديانوس عام 248 بداية للتقويم القبطي. والسنة في التقويم القبطي، نجمية شعرية مرتبطة بدورة نجم "الشعرى اليمانية"، وهو ألمع نجم في مجموعة نجوم" كلب الجبار" الذي كانوا يراقبون ظهوره الاحتراقي قبل شروق الشمس قبالة أنف أبو الهول، والتي كانت تحدد موقع ظهور هذا النجم في يوم عيد الإله العظيم عندهم، وهو يوم وصول ماء الفيضان إلى منف (ممفيس) قرب الجيزة.