يبدأ، بعد غدٍ الخميس، عام 1731 فى التقويم المصرى القديم (التقويم القبطي) ، وتضم رزنامته 13 شهرًا ابتداء بشهر توت، وانتهاء بشهر نسئ أو الشهر الصغير ومدته خمسة أيام، ويبلغ فى السنة الكبيسة فى التقويم الشمسى (الميلادى)، ستة أيام إذ يزيد يومًا، ويحتفل بأوزيريس في أول هذه الأيام. وعيد النيروز هو العيد الذي كان يمثل أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، الذى احتفل به المصريون القدماء، وأطلقوا عليه "ني - يارؤ" بمعنى "يوم الأنهار"، وهو موعد اكتمال فيضان نهر النيل، سر الحياة فى مصر، وتحرف الاسم فيما بعد إلى "نيروز" ، واهتم المصريون بالاحتفال به كتراث ثقافي مصري قديم، إلا أن عيد النيروز المصرى "رأس السنة المصرية أو القبطية"، غير عيد النيروز الفارسى الذى يحتفل به فى إيران فى بداية فصل الربيع بمناسبة السنة الفارسية الجديدة. والتقويم القطبى بالشكل المتعارف عليه حاليًا، بدأ منذ (عام الاستشهاد) فى عصر الإمبراطور الرومانى (دقلديانوس) ، الذى أودى فيه بحياة مليون شهيد قبطى، فأصبح عام الشهداء واقترن التاريخ اليومى للتقويم القبطى بكلمة "شهداء"، و تعرض التقويم للتغيير في العام 238 قبل الميلاد، من قبل بطليموس الثالث الذي أحدث فيه عدة تغييرات، عن طريق زيادة عدد أيام السنة المصرية، وهي تغييرات لم ترق للكهنة المصريين، فأجهضوها، وتم إعادة تطبيقه مرة أخرى في العام 25 قبل الميلاد على يد الإمبراطور أغسطس، الذي غير تمامًا من التقويم المصري ليتزامن مع التقويم اليوناني الجديد (التقويم الجريجوري الذي يسير عليه الغرب حتى اليوم) ، وهكذا ظهر إلى الوجود "التقويم القبطي"، الذي تعمل به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حتى اليوم، والذي يختلف عن التقويم المصري الفرعوني. ويظل التقويم القبطى بعراقته الفرعونية صامدًا إلى جانب التقاويم الميلادية والسريانية والهجرية، باعتماد الفلاح المصرى عليه للتعرف على التغيرات المناخية، وبأمثاله الشعبية التى لا يزال يرددها المصريين، ويستخدمها المزارعون في الريف المصري المعاصر وترتبط شهوره " بنجم الشعرى اليماني"، والذى استخدمه المصري القديم في كل ما يختص بالزراعة والحصاد، وهو امتداد للتقويم الفرعونى بأسماء شهوره، إذ حرص الفلاح المصرى القديم على العمل به فى زراعته اعتبارًا من عام 4241 قبل الميلاد، وظل معمولًا به حتى الآن، وإن كان قد تناول بعض التعديلات اعتبارًا من عام 284 م مع بداية العصر القبطى بمصر، وظهرت عبقرية المصرى القديم فى ترتيب الشهور وإعطاء كل شهر صفة. وحملت شهور التقويم القبطى الثلاثة عشر أسماء مصرية قديمة (هيروغليفية)، ثم حورت إلى القبطية، وأولها توت نسبة إلى الإله المصري توت أو تحوت، إله الحكمة والعلم والكتابة وحامى الكتب، و"بابة" هو الاسم الأصلى للأقصر، وكذلك نسبة إلى عيد أوبت وهو عيد انتقال الإله آمون من معبده في الكرنك إلى معبده في الأقصر، و"هاتور" نسبة إلى حاتحور إلهة العطاء والحب والموسيقى، "كيهك" ومشتق من التعبير كا - حر - كا أي قرين مع قرين، ومعناه عيد اجتماع الأرواح عند الفراعنة. أما الشهر الخامس فى التقويم القبطى فهو شهر "طوبة"، ومشتق من الكلمة المصرية القديمة تاعبت وهو أحد الأعياد، يعقبه شهر "أمشير" الذى يشير إلى عيد يرتبط بالإله "مخير"، وهو الإله المسؤول عن الزوابع ، ثم شهر "برمهات"، وينسب إلى عيد يتعلق بالملك أمنحتب، فيما ينسب شهر "برمودة" إلى إله الحصاد الفرعونى (رنودة)، وشهر "بشنس" ونسبة إلى الإله خونسو (خنس في القبطية) إله القمر عند الفراعنة وممثل دور الابن في ثالوث طيبة. فيما يحتل شهر "بؤونة" المرتبة العاشرة فى أشهر التقويم القبطى، ونسبة إلى عيد "أنت" أي عيد الوادى وهو العيد الذي ينتقل فيه آمون من شرق النيل إلى غربه، يتبعه شهر " أبيب" عيد الإلهة أبيبى عند الفراعنة ، ثم شهر "مسرى" ونسبة إلى مسو رع أي ولادة رع ، ثم شهر "النسى" أو الشهر الصغير، ويتم الاحتفال بأوزيريس في أول هذه الأيام.