أقدم الراهب فلتاؤس المقاري بدير أبو مقار بوادى النطرون على الانتحار بالأمس فى مقر الدير الواقع ببرية شيهيت إذ أكدت مصادر كنسية بدير القديس أبو مقار، أن الراهب قد حاول الانتحار من خلال قطع شريان يده، ثم إلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع بالدير، ما جعل قضية مقتل الراهب الأنبا ابيفانيوس تتخذ مسارا جديدا فى التحقيقات التى بدأت فى نهاية يوليو الماضى. وقال أحد المصادر وفقًا لما جاء ب"اليوم السابع"، إن الراهب فلتاؤس المقارى، هو راهب شاب فى الثلاثينيات من العمر، وكان باحثًا متخصصًا فى التاريخ الكنسى، وأصدر الكثير من الدراسات والأبحاث عن تاريخ آباء الكنيسة كان من بينها بحث عن القديس تادرس المشرقى راجعه الأنبا ابيفانيوس رئيس الدير الراحل بنفسه، وكشف تقرير صادر عن لجنة شئون الأديرة فى الكنيسة القبطية، قدمته للبابا تواضروس فبراير الماضى بعد التحقيق الذى أجرته بدير الأنبا مقار بناء على مطالب الأنبا الضحية ابيفانيوس أسقف ورئيس الدير عن المخالفات التى كان الراهب إشعياء المقارى صديق فلتاؤس يرتكبها بالدير وتسببت فى التحقيق معه. ونشر البابا تواضروس أمس قرارًا بخط يده يعلن فيه تجريد الراهب إشعياء من رهبنته وعودته لاسمه العلمانى وائل سعد تواضروس دون الكشف عن الأسباب، إلا أن القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية قال إن الراهب إشعياء المقارى الذى تم تجريده اليوم تم لأسباب رهبانية بحتة، ولا علاقة للقرار بالتحقيقات التى تجرى الآن والخاصة بموضوع استشهاد نيافة الأنبا إبيفانيوس. وفى بيان رسمى تبين أن الراهب المجرد سبق وأن تم التحقيق معه من قبل لجنة شئون الرهبنة والأديرة بداية العام الحالى، وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة 3 سنوات، ولكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه بالدير وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ. وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير نيافة الأنبا إبيفانيوس الذى رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا مشفوعًا بتوسلٍ منه لقداسة البابا بقبول الالتماس، وهو ما حدث.