سلط موقع "بينتو" الصادر بالألمانية، الضوء على معاناة الكثير من المحجبات في البحث عن وظيفة ملائمة لهن في ألمانيا، لافتًا إلى أن "التخلي عن الحجاب" شرط أساسي لقبولهن في أي عمل، وفقًا لدراسة استقصائية أجرها معهد "بون لمستقبل العمل". وأظهرت الدراسة التي أجراها المعهد مؤخرًا، أن النساء المحجبات يرسلن طلبات عمل، أكثر بأربعة مرات من متقدمات أخريات لديهن نفس المؤهلات. وبدوره، التقى الموقع عددًا من الشابات المحجبات وأستفسر منهن عن تجاربهن في البحث عن العمل، وعن تعاملهن مع الرفض. وتحدثت إسراء، البالغة من العمر 19 عامًا، تعيش في مدينة بوتروب، عن تجربتها، بقولها: في الصف التاسع كنت أرغب في إجراء تدريب مهني (براكتيكوم)، ذهبت إلى عيادة طبيب أسنان لتقديم طلب، وكان لدى بعض الأمل، حيث أني زرت هذه العيادة سابقًا كمريضة. وأضافت "إسراء"، التي أنهت للتو مدرستها الثانوية: ولكني تفاجأت برد موظفة العيادة، حيث قالت لي على الفور أنني لا أستطيع العمل بالحجاب، ويجب أن أتخلى عنه أثناء العمل، وبررت ذلك بأن الحجاب من القطن، ولن يكون مناسبًا لبيئة العمل الصحية. وتابعت: "لقد حاولت أن أشرح لها أن هناك حجابات مصنوعة من أقمشة أخرى، لكنها لم ترغب في سماع ذلك، واضطررت في النهاية إلى القيام بتدريب مهني في عيادة طبيب تركي، الذي رفض طلبي بدايةً، نظرًا للعادة النمطية التي أجبرته على استقبال الكثير من المتدربات المسلمات عنده.. لكن لم يكن لدي خيار آخر، وهذا ما يحدث معي الآن منذ عام، في بحثي عن عمل إضافي". واختتمت إسراء قصتها بقولها: "لقد قررت الدراسة الآن، سأعتمد على درجاتي وليس على حجابي، ربما بعد التخرج سأعمل في موقع، يمكنني من اختيار موظفين، حينها سوف أعطي الفرصة للجميع.. سواء مع أو دون حجاب". بدورها بدأت سكينة، البالغة من العمر 22 عامًا، تعيش في مونستر وتدرس التجارة الدولية، الحديث عن تجربتها، بقولها: "بعد المدرسة الثانوية، لم أكن قد قررت الدراسة الجامعية، وتقدمت للعديد من وكالات الإعلان للحصول على تدريب مهني كبائعة لخدمات التسويق، وأحيانًا كنت أرفق صورتي في السيرة الذاتية، وأحياناً لا". وأضافت: دعيت ذات يوم إلى مقابلة عمل، حيث توجب علي أن أقدم نفسي لثلاثة رجال في مناصب عليا، وكان الجو لطيفاً، وأظهروا اهتمامًا كبيرًا بشخصي ومؤهلاتي.. وحول هواياتي ذكرت لهم أنني أحب ممارسة الرياضة، تفاجأوا وسألوني أليس الجو حارًا جدًا لممارسة الرياضة مع الحجاب.. لم أشعر بالسوء من السؤال، واعتبرته فضولاً، وأنهم لا يعرفوا مسلمات سابقًا". ومن وحي تجربتها قدمت سكينة نصيحةً، بختام حديثها، قائلةً: "يجب ألا تقتنع المحجبات بأن الحجاب سوف يكون مشكلة في التقديم على عمل، فالعديد من الشركات تهتم بتأسيس نفسها على المستوى الدولي، لذلك تبحث عن أشخاص يتحدثون لغات أخرى وينتمون لثقافات أخرى.. وبالنسبة لي سوف اشعر بالراحة في مناخ عمل متعدد الثقافات". بينما تحدثت آية، البالغة 23 عامًا، تدرس العلوم الطبية في جامعة إسن، عن تجربتها بقولها: "عندما تعرضت للتمييز بسبب حجابي للمرة الأولى، لم ألاحظ ذلك في البداية، وكان ذلك في فترة أعياد الميلاد، حين ذهبت إلى متجر مع صديقتي، للسؤال عن فرصة عمل، فسألت ما إذا كانت الوظيفة ما تزال شاغرة، فأجابتني الموظفة على الفور بأنني لا أستطيع العمل في المتجر بحجابي.. لم أعتقد أن ذلك سيئًا، لكن صديقتي التي لا تضع الحجاب، قالت لي بأن هذا تصرف عنصري". وختمت "آية" قصتها: "على كل حال أنا لا أريد أن أعمل لدى صاحب عمل يرفضني بسبب الحجاب، لذلك أصبحت أرفق صورتي مع أوراق التقدم بطلب للوظيفة، حتى أتيح لأصحاب العمل، ممن لا يرغبون بتوظيف محجبات، رفضي مباشرةً، دون الاضطرار إلى دعوتي لمقابلة عمل".