شهد كورنيش النيل امام ابراج نايل سيتى التابعة لرجل الاعمال نجيب ساويرس منذ الساعة الواحدة ظهرا اليوم الخميس "حرب شوارع" لم تشهدها مصر منذ شهور طويلة بين قوات الامن ورجال الشرطة واهالى رملة بولاق وشهدت المنطقة كر وفر ومواجهات واراقة للدماء واعتداءات وقطع للطريق استمرت لساعات طوال . وبدأت المشكلة عندما ذهب احد الاشخاص من منطقة رملة بولاق ويدعى انه يعمل فى الامن الخاص بابراج نايل سيتى التابعة لرجل الاعمال نجيب ساويرس وطلب هذا الشخص راتبه الشهرى المتاخر منذ ثلاث شهور وعندما منعه رجال الامن من دخول الشركة ذهب واحضر معه عدة اشخاص من اقاربه وحاولوا الاعتداء على المبنى واقتحام ابراج الفندق وعلى الفور قام احد رجال الامن السياحى والقائمين على حراسة الفندق باطلاق النار من سلاحه الشخصى ليصيب المواطن عمرو البنى بطلق نارى فى ظهره ولقى المواطن حتفه على الفور واصاب مواطن اخر يدعى عبدالمعاطى احمد امين من اقارب الشخص الاول هنا احتجز الامن بعض الاهالى وقاموا بالتحفظ على الجثة وابلغوا الشرطة والاسعاف وقبل وصولهم علم اهالى رملة بولاق بما حدث لاقاربهم فتجمعوا واخذوا بعض الاسلحة مثل السنج والشوم والمطاوى وغيرها وذهبوا الى البرج وقاموا بهجوم شرس على الفندق والمحلات القريبة منه وكسروا واجهاته الزجاجية وحطموا النوافذ واعتدوا على السيارات المتواجدة خارج المبنى والتابعة للعاملين بالمكان فاتلفوا اكثر من 30 سيارة كما استخدموا المواد البترولية والبنزين والمولوتوف فى احراق السيارات والدراجات البخارية حتى تحولت الى كتل من الخردة . كما وصلت حوالى 10 سيارات امن مركزي واحاطوا بالمبنى لحمايته وحاولوا اخراج الاهالى الذين تسللوا الى المبنى واعتدوا على العاملين فى الابراج ليصيبوا عدد منهم واستطاع رجال الشرطة بعد مواجهات بسيطة مع الاهالى الى اليسطرة على الوضع ولكن لم يدم هذا كثيرا ففى الوقت الذى كانت تقوم فيه عربات المطافى والاسعاف بأعمالها تجمع عدد كبير من الاهالى يقدر بالمئات وبدات عملية المناوشات بين ضباط الشرطة والاهالى وحدثت بينهم مشادات كلامية وتراشق بالالفاظ واعتدى الاهالى على عدد من الصحفيين لمنعهم من التصوير وانفلت الوضع بعد محاولات الاهالى الاعتداء على رجال الشرطة للمطالبة بتسليم رجل الشرطة القائم بحادثة القتل لهم وجاءت اوامر من مستويات اعلى على حد علمنا بالقيام بفض المكان من الاهالى وتفريقهم خوفا من حدوث حالات سرقة للمبنى وازداد الوضع سوءا بين الطرفين. ومن ناحية اخرى، تجمع العشرات من رجال الشرطة امام الابواب الخلفية للمبنى والمواجهة لمدخل قرية رملة بولاق وبدا الاهالى يلقون بالحجارة على الشرطة وخرجت احدى سيارات فض الاشتباك وهى حديثة من نوعها باطلاق الغازات المسيلة للدموع وفر الاهالى باتجاه جانبى الكورنيش وقطع طريق الكورنيش للمرة الثانية امام السيارات وما ان ابتعد الاهالى إلا ورجع رجال الشرطة الى مكانهم وتم عمل اتصالات لزيادة التعزيزات الامنية التى وصلت الى 20 سيارة امن مركزى وعدد كبير من الجنود ورجع الاهالى مرة اخرى واحاطوا بالمبنى. وبدات عملية المناوشات مرة اخرى وتراشق الاهالى بالطوب ولكن انفجر رجال الشرطة وبداوا حملة مطاردة رهيبة وقاموا بالقبض على 6 اشخاص وتم الاعتداء عليهم بالضرب واحتجزوا داخل الفندق وقطع طريق الكورنيش من الجانبين للمرة الثالثة وتحولت منطقة الكورنيش امام الابراج الى ثكنة عسكرية وامتلات برجال الشرطة الذين شكلوا صفوفا لمنع الاهالى من الوصول الى الفندق فى ظل اطلاق القنابل المسيلة للدموع والطلقات الخرطوش والحية وعلى حد علمنا اصيب عدد من المواطنين وتوفى اخر وانتقلت مجموعة اخرى من رجال الشرطة الى مطاردة الاهالى الى داخل العشش ومنطقة رملة بولاق التى هرب اهلها الى منطقة روض الفرج واتجاه الكورنيش . وفى تمام الساعة السادسة مساءا بدأ الاهالى تجميع انفسهم فى روض الفرج والمناطق المحيطة وجمعوا أسلحة بيضاء وعدد من البنادق الخرطوش والشوم وتهيئوا لمواجهة الشرطة مرة اخرى وتاجل الامر مع انطلاق اذان المغرب وتناول الاهالى ورجال الشرظة الافطار وتجددت الاشتباكات مرة اخرى بعد الانتهاء من عملية الافطار الاان الاوضاع هدأت مع انطلاق اذان العشاء . ومن جانبه، قال عبدالحليم فاروق يعمل فى مطبخ بابراج نايل سيتى: "إن الهجوم كان من قبل اهالى رملة بولاق وبعد علم الاهالى بمقتل احد اقاربهم توجهوا الى المبنى وتسللوا اليه واعتدوا على واجهاته والسيارات المتواجدة بالخارج وتم احتجازنا فى المبنى لساعات طويلة الى ان جاءت الشرطة وفرقت الاهالى واستطعنا الخروج اثناء اذان المغرب". والاج محمد سليمان احد اهالى منطقة روض الفرج يرى أن الأهالى اخطئوا فى الاعتداء على المبنى والسيارات لان اصحابها لا ذنب لهم، واضاف ان نجيب ساويرس كان يعطى اهالى المنطقة اموالا مقابل قيامهم بحماية المبنى اثناء الثورة وبعدها خوفا من السرقة وعندما امتنع ساويرس عن اعطائهم المبالغ بدات عمليات التهديد من الطرفين حتى راينا هذا الحادث . ويوضح عبدالرحمن فاروق أحد اهالى رملة بولاق وشاهد على الاحداث من البداية ام ضابط السياحة اخطا لانه تعصب لكلام القتيل وقام باطلاق النار عليه ومع علم الاهالى بما حدث قدموا وبدءزا فى الاعتداء على اليابس والاخضر فى المكان سواء فى الداخل او الخارج ولولا تدخل الشرطة لازداد الامر سوءا. بينما يرى احد رجال الشرطة: "إننا جئنا بعد حدوث حالة القتل وتم نقل المصاب الى المستشفى وتحفظنا على القتيل ولكن استفزاز الاهالى المستمر لنا ومحاولة اقتحام المبنى دفعتنا لعملية المطاردة وتفريق المتظاهرين الا اننا نتوقع ان يرجع الاهالى مرة اخرى لمواجهتنا وتاهبنا لذلك بزيادة التعزيزات الامنية وعمل كردون على المكان وقطع طريق الكورنيش من الجانبين وسوف يتم القيام بعملية تنشيط كاملة للمكان مساء اليوم".