أبدت الصحف الأمريكية إهتماماً كبيراً بتعيين وزير الري في حكومة الجنزوري، الدكتور هشام قنديل، رئيساً للوزراء، معتبرة أن الإختبار جاء مفاجأة على عكس كل التوقعات. وقالت صحيفة "الواشنطن بوست" أن تعيين قنديل جاء بمثابة مفاجأة كاملة خاصة بعدما استغرق الأمر الرئيس محمد مرسي أكثر من ثلاثة أسابيع لإتخاذ القرار. وأشارت إلى أن الشارع المصري استقبل خبر تعيين قنديل بالحيرة نظراً لأنه اسم غير معروف لدى الكثيرين، فيما استقبلته الأسواق المالية بخيبة أمل، حيث كان المستثمرين يأملون في تعيين خبير إقتصادي مخضرم يمكنه التعامل مع الأزمة الإقتصادية التي تواجهها البلاد. وأضافت بأنه على الرغم من نفي قنديل إنتماؤه لأي جماعة إسلامية في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية قبل عام، إلا أن إختيار مرسي لرئيس وزراء ملتحي يعكس ميوله الإجتماعية والسياسية، واعتبرت أن كونه أول رئيس وزراء ملتحي يعد علامة واضحة على التغيير الذي حدث في البلاد بعدما كان إطلاق اللحية أحد المحظورات. ولفتت إلى أنه مع أستمرار قبضة الجيش على قدر كبير من السلطة في البلاد، فإنه من غير الواضح مدى سيطرة قنديل على اختيار قيادات الوزارات الهامة مثل الدفاع والخارجية والداخلية. ويرى المحللون أن إختيار قنديل رئيساً للوزراء على الرغم من اقتراح العديد من الأسماء الأكثر خبرة لهذا المنصب، يعكس إلتزام مرسي بتقليد الرئاسة المصرية في تعيين رئيس وزراء لا يهدد سلطته أو يطغى عليه. أما صحيفة "الكريستيان ساينس مونيتور" قالت أن اختيار مرسي لوزير غامض في حكومة سابقة وتكليفة بتشكيل الحكومة الجديدة يشير على الأرجح للصعوبة التي واجهها في العثور على شخص على استعداد لتولي المنصب. وأوضحت أن التأخر في تسمية رئيس الوزراء، وكذلك الغموض النسبي حول خلفية رئيس الوزراء الجديد يلمح إلى الصعوبة التي واجهها مرسي في العثور على شخصية مستقلة وفي الوقت نفسه على استعداد لتولي رئاسة الحكومة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من صعوبات إقتصادية وإستقطاب سياسي. وقالت أن تكليف وزير الري بتشكيل الحكومة الجديدة جاء بمثابة مفاجأة خاصة بعد أسابيع من التكهنات التي ركزت على شخصيات ذات خلفية في الإقتصاد أو الأعمال المصرفية. ولكنها أضافت بأن قنديل، على الرغم من أنه غير معروف نسبياً، إلا ان لديه خلفية في التعامل مع أحد أهم القضايا التي تواجهها مصر وهو النزاع مع دول حوض النيل حول حقوق مصر في مياه النيل، حيث سافر مع مرسي هذا الشهر إلى القمة الأفريقية في أديس أبابا. وأشارت إلى أنه من غير الواضح حتى الآن متى سيتم تسمية باقي الوزراء، ومقدار السلطة التي سيتمتع بها مرسي وقنديل في عملية إختيار أعضاء الحكومة ومدى تأثيرهم عليهم. ولفتت إلى أن الجيش العسكري الذي يخوض صراعاً مع الرئيس المنتخب على السلطة على الأرجح سيحتفظ ببعض النفوذ على بعض الوزرات الهامة وخاصة الدفاع والداخلية. بدورها قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن مرسي إلتزم بوعوده للمصريين بأن رئيس وزرائه لن يكون من جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، حتى وإن وقع اختياره على شخصية غير معروفة نسبياً. واعتبرت ان الاختيار بمثابة مغامرة لمرسي الذي ستتوقف مصداقيته على مدى سرعة حكومة قنديل في التصدي لمشكلات البطالة، والتضخم، وتدني الأجور، وتحقيق التوافق السياسي.
وترى الصحيفة أن الأسابيع الثلاثة التي استغرقها مرسي لاختيار رئيس الوزراء هي دليل على الصعوبات التي يواجهها في التعامل مع جنرالات المجلس العسكري، وفي الوقت نفسه تجنب إثارة قلق القوى الليبرالية حول صعود الإسلاميين.