حرب تشويه يتعرض لها الزميل ممدوح الولى نقيب الصحفيين المنتخب فى مصر بعد الثورة، والأمر يتمادى إلى حرب تكسير عظام من رفقاء المجلس، دون النظر إلى أولويات المهنة وقضايا الصحفيين، فى محاولة للإجهاز على "الولى" بتهمة انتمائه الإسلامى، وهى تهمة كافية لدى الإخوة الليبراليين واليساريين لكى يتم إعلان الحرب ضده. النقيب المنتخب والذى أطاح ب"يحيى قلاش" مرشح الحكومة والتيارات اليسارية والليبرالية، يبدو أنه أصاب رفقاء المجلس بكمد وغيظ فى ظل نجاحاته المستمرة، وقدرته خلال وقت وجيز على زيادة البدل وتثبيت موعد صرفه، وحل عدد من مشاكل الإسكان، فضلا عن حصوله على وعود رئاسية بزيادة كبيرة ل"بدل التكنولوجيا" واستعادة أرض بالوظة وتحسين أوضاع المعاشات وإصدار قانون النقابة وتعديل قانون الصحافة وإلغاء الحبس فى جرائم النشر واستبدالها بالغرامة المالية. الملفت أن هناك محاولات دءوبة من أعضاء حديثى عهد بعضوية مجلس النقابة لرفع شعار المزايدات، وإثارة معارك كلامية فى وسائل الإعلام، للنيل من الولى وإجهاض برنامجه الانتخابى للحيلولة دون فوزه بدورة جديدة فى 2014، فى الوقت الذى لم نر منهم أى إنجازات أو تحقيق وعود انتخابية ممن غازلوا بها الصوت الصحفى. والأخطر من ذلك محاولة جر النقابة إلى ساحة القضاء عبر افتعال أزمة مع النقيب، وتوجيه "لفت نظر" له بما يخالف قانون النقابة، حيث تنص المادة 76 من قانون النقابة على: "لمجلس النقابة بأغلبية ثلثى أعضائه الحق بتوجيه لفت نظر للصحفى إذا خرج عن السلوك المهنى أو خالف لوائح النقابة"، إلا أن المادة لم يرد فيها توجيه لفت نظر للنقيب، بجانب عدم توافر النصاب اللازم للثلثين اللازمين لاتخاذ القرار وهو 8 أعضاء، حيث حضر 7 أعضاء فقط. حتى الآن لم يبرز أى إنجاز حقيقى لأغلب الأعضاء السبعة الذى وقفوا وراء قرار "لفت النظر" سوى الظهور فى برامج التوك شو والمزايدة على سلالم النقابة، وحتى الآن لم يقترب أحد منهم من حقوق أهدرت طيلة سنوات لصحفيى "الشعب" و"آفاق عربية" و"الحقيقة" و"الأمة" و"التعاون" وغيرها، وحتى الآن لم يكشف لنا الأعضاء الأشاوس سر الهجمة التى يقودونها ضد تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية الموالين لنظام المخلوع. الغريب أن ملف القيد يشهد تجاوزات خطيرة وصلت إلى فتح الباب أمام موقع إلكترونى شهير يدفع بالفنيين والأبلود لعضوية النقابة، دون تحرك جدى لوقف تلك المهزلة التى تهدد بتغيير تركيبة الجمعية العمومية للصحفيين لصالح أطراف بعينها تسعى إلى الهيمنة على مجلس النقابة خلال السنوات القادمة. يتأكد يوماً بعد الآخر أن النقيب المنتخب على غرار الرئيس المنتخب د. محمد مرسى، سيلقى المزيد من الألغام فى طريقه، منها ألغام ليبرالية، وأخرى "أمنجية"، وثالثة "حكومية" لإفشاله أمام الجماعة الصحفية والزعم أن "الولى" يتلقى أوامره من مكتب الإرشاد، دون النظر إلى نجاحاته، وضرورة احترام إرادة الصحفيين الذين انتخبوه وأطاحوا ب"قلاش". على مجلس الأشاوس "الليبرالى" أن يتحرك نحو تحقيق إنجازات للوسط الصحفى، بدلاً من التفرغ لتصفية حسابات أيديولوجية وانتخابية مع النقيب المنتخب، على حساب الوسط الصحفى، وعلى "الولى" أن يبادر باتخاذ وضعية "الهجوم خير وسيلة للدفاع" فليس على رأسه بطحة، وهو بحق يعد من أكفأ النقباء والخبراء الاقتصاديين فى مصر، ولو كان مواليا لنظام مبارك لنال الكثير من المناصب والأوسمة، ولو كان ليبراليا لأصبح نجما ل"التوك شو" و"صحف البيزنس والفلول".