كشفت حركة حماس أكبر شبكة تجسس إسرائيلية، وأكدت الحركة أن ناشطيه الستة الذين قضوا في انفجار كبير هزّ وسط قطاع غزة، كانوا يتعاملون مع منظومة إسرائيلية للتجسسٍ الفني، فيما أعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، أن المقاومة الفلسطينية أحبطت مئات العمليات الأمنية والاستخباراتية للاحتلال في غزة. وبالتزامن مع بداية عملية تشييع جثامين ستة شهداء من الجناح العسكري لحركة حماس، مزق لغم كبير أجسادهم، خلال محاولتهم التعامل مع «حدث أمني» وسط قطاع غزة ليل السبت، أعلنت كتائب القسام في بيان لها أن الشهداء كانوا يتابعون «أكبر منظومة تجسس فنية زرعها الاحتلال في قطاع غزة خلال العقد الأخير للنيل من شعبنا الفلسطيني ومقاومته». وأشارت في البيان إلى أن الشهداء الستة نجحوا «بعد عمل وجهد دؤوب» في الوصول إلى تلك المنظومة التي وصفتها ب»الخطيرة»، وأنهم «تمكنوا من حماية شعبنا ومقاومته من مخاطر غاية في الصعوبة». وأوضحت أن «ناشطيها أفشلوا هذا المخطط الاستخباري التجسسي الكبير الذي كان يعول عليه العدو الصهيوني وأجهزة مخابراته». وحسب القسام فإن الشهداء قضوا وهم يتعاملون مع هذه المنظومة، التي كانت تحمل في تركيبتها التفجير الآلي (التفخيخ) كما أعدها الاحتلال. وأوضحت ان هناك «جوانب مهمة» في هذا الحدث الكبير، مشيرة إلى أنها ستكشفها أمام الشعب الفلسطيني خلال مراحل لاحقة، محملة الاحتلال المسؤولية عن «هذه الجريمة». وقالت «سيدفع العدو الصهيوني الثمن غالياً». ويتردد أن العملية التي أوقعت الشهداء الستة، كانت مرتبطة ب«التجسس» على اتصالات المقاومة الفلسطينية في القطاع. والشهداء هم طاهر عصام شاهين «29 عاما»، ووسام أبو محروق «37 عاما»، وموسى إبراهيم سلمان «30 عاما»، ومحمود الطواشي «27 عاما» ومحمود الأستاذ «34 عاما»، ومحمود القيشاوي «27عاما». دعوات للانتقام وكانت جماهير غاضبة دعت للانتقام من الاحتلال، خلال عملية تشييع الشهداء الستة، من مدينة غزة ووسط القطاع، والتي خرجت بعد صلاة الظهر تجاه مقابر الشهداء. ومن أحد مساجد وسط قطاع غزة، حيث شيعت من هناك جثامين خمسة شهداء، أعلن إسماعيل هنية أن المقاومة الفلسطينية «أحبطت مئات العمليات الأمنية والاستخباراتية للاحتلال في غزة»، لافتا إلى أن الشهداء «حفظوا العمق الأمني ومئات المجاهدين بعد عملية استخبارية عميقة»، وأنهم أحبطوا مئات العمليات الأمنية والاستخبارية. وأشار إلى أن الشهداء هم «البنية الصلبة لعمل خاص في كتائب القسام»، وأكد أن المقاومة وعلى رأسها حماس «تخوض معارك على جبهات متعددة». وكان النشطاء الستة قضوا مساء السبت، في انفجار عنيف وقع في أحد منازل بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى إلى تمزيق أجساد الشهداء. وعقب وقوع الانفجار وسقوط الضحايا، قالت كتائب القسام في بيان مقتضب إن العمل جاء بفعل «جريمة نكراء» وقعت بحق مقاوميها أثناء متابعتهم «حدثا أمنيا خطيرا أعده العدو الصهيوني للمقاومة الفلسطينية». وأضاف البيان «سنوافيكم بالتفاصيل لاحقًا في إطار متابعة هذه العملية وهذه الجريمة الكبيرة». ولم يقدم وقتها الجناح العسكري لحركة حماس أي معلومات إضافية حول الانفجار، وعقب ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، أنه في إطار متابعة الانفجار الذي أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في الحادث للوقوف على ملابساته. نفي إسرائيل وغارات وسبق أن أعلن الجناح العسكري لحماس في حوادث سابقة قضى فيها ناشطوه جراء انفجارات، أن الأمر وقع خلال مهام «التدريب»، غير أن تأكيده هذه المرة بأن الأمر وقع خلال متابعة «حدث أمني خطير»، يشير إلى وجود أصابع خفية لإسرائيل وراء الحادث، رغم نفي الأخيرة القيام بأي عمل من هذا القبيل.وقد نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي أي دور له في الانفجار، وقال ناطق عسكري في تعقيبه على الأمر «الجيش الإسرائيلي ليس له دور في هذا الحادث بأي شكل». وكانت قوات أمنية كبيرة تتبع الجناح المسلح لحماس، وصلت فور وقوع الانفجار الكبير إلى المنطقة، وأغلقت المكان على الفور، وسمحت بمرور سيارات الإسعاف لنقل الضحايا. وحسب سكان من المنطقة فإن صوت انفجار ضخم هز منطقة سكناهم، وبثت صور التقطت عبر هواتف نقالة من المكان، تصاعد كتلة من الدخان في سماء المنطقة، ناجمة عن الانفجار. وفي سياق قريب أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس عن قيام قواته بقصف موقع للمقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، بدعوى إطلاق «طائرات ورقية محملة بمواد حارقة» من تلك النقطة. وقالت مصادر محلية إن طائرة استطلاع اسرائيلية «بدون طيار» قصفت بصاروخ واحد نقطة رصد للمقاومة تقع شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقامت كذلك باستهداف المنطقة بإطلاق وابل من الرصاص، قبل أن تقصف موقعا آخر شمال غزة. وأخيرا كثف نشطاء المقاومة الشعبية من عمليات إطلاق «الطائرات الورقية الحارقة» تجاه الأحراش الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، ما تسبب في وقوع حرائق كبيرة في المكان نجمت عنها خسائر مالية، وتوعدت إسرائيل قبل أيام بالرد عسكريا على هذه العمليات.