«أفنيري»: رفضت السلام مع السادات بعد وصوله للحكم وقبلته بعد الهزيمة على الرغم من معلومة مروان إلا أنها .لم تصب بالذعر وشككت في قدرة مصر على الانتصار ديان أراد تعبئة 200 ألف في حرب 1973 لكنها اكتفت بنصفهم فقط كانت جاهلة تماماً بالثقافة المصرية وحرب 1967 زادت من ازدرائها للعرب لو كان لديها أدنى فكرة عن مصر لعرفت أن المصريين لديهم اعتزاز شديد بالنفس.. ولن يتخلوا عن سيناء قال الصحفي الإسرائيلي، البرلماني السابق أوري أفنيري، إن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، جولدا مائير كانت تكن كراهية واحتقارًا شديدًا للمصريين ورفضت السلام معهم حين تولى الرئيس أنور السادات الحكم، كما شككت في قدرتهم على هزيمة إسرائيل حينما وصلتها معلومات باندلاع الحرب عام 1973. أفنيري أحد الذين اقتربوا منها وتعاملوا معها خلال فترات الحروب بين إسرائيل ومصر، قال في مقال نشرته صحيفة "هاآرتس" العبرية: "حرب 1973 كانت الحدث الأكبر في حياة جولدا مائير وحياة دولة إسرائيل". وأوضح أنه "عشية الحرب، سافر رئيس الموساد الأسبق بشكل عاجل إلى لندن لمقابلة أهم جاسوس لإسرائيل، أشرف مروان، صهر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، بعدها عاد إلى تل أبيب ليكشف عن نية الجيش المصري شن هجوم في عيد الغفران اليهودي، إلا أن جولدا لم تصب بالذعر؛ فهي لم تصدق أن المصريين قادرون على هزيمة إسرائيل". وتابع أفنيري: "لهذا استدعت الجنرالات الإسرائيليين وبدأ الجدل حول تعبئة قوات الاحتياط، رئيس الأركان دافيد أليعازر أراد تعبئة 200 ألف، بينما طالب وزير الدفاع الإسرائيلي موشى ديان بتعبئة 50 ألف فقط، لكن مائير كان لديها حل وسط وكان قرارها حشد 100 ألف فقط وبعد اندلاع المعارك، شن ديان الذي بات زعيم المعارضة هجوما متكررا، وكان العنوان الرئيسي لهذا الهجوم هو: لماذا لم يتم تجنيد ال200 ألف إسرائيلي؟". وذكر أنه "على عكس ما تصور الأفلام السينمائية جولدا مائير كسيدة مسنة لا تفقه شيئًا في الأمن والسياسة، ويحيط بها عسكريون شباب ومتحمسون، كان العكس هو الصحيح تمامًا، جولدا كانت السيدة المسيطرة على كل النقاشات بشأن الحروب مع مصر والعرب، والجنرالات مثل أليعازر وديان لم يكونوا إلا أطفالاً وأولاد صغار بجانبها، وعندما عبر المصريون قناة السويس وسيطروا على معاقل الجيش الإسرائيلي، انهار ديان وتنبأ بما أسماه (خراب الهيكل الثالث) ودمار إسرائيل". وأشار أفنيري إلى أنه "قبلها بست سنوات، احتلت إسرائيل في حرب 1967، مناطق واسعة، خاصة في سيناء، وانتشر الجنود الإسرائيليون على طول قناة السويس، بعدها وصل للحكم الرئيس السادات والذي كان عازم على استعادة شبه الجزيرة، وأطلق اتصالات سرية عرض فيها اقتراحا لا يصدق: إذا انسحبت إسرائيل إلى الحدود السابقة، فإن مصر ستدخل في سلام رسمي معها، لكن مائير التي كانت تنظر للمصريين باحتقار وازدراء رفضت مقترح الرئيس السادات". ولفت إلى أنه "بعد سنوات وعندما أصبح مناحيم بيجن رئيسًا للوزراء، جاء أنور السادات للقدس والتقى جولدا مائير التي غيرت مواقفها بعد الهزيمة، ابتسمت الأخيرة للرئيس المصري وضغطت على يده مصافحة له، ووقع اتفاق السلام رغم الحروب والمعارك السابقة". وواصل: "منذ بداية مسيرتها السياسية، أظهرت مائير كراهية واحتقاراً للمصريين والعرب، مثلها في ذلك مثل جميع أسلافها بمنصب رئيس الوزراء؛ لم تكن على تواصل حقيقي مع هذه الشعوب وكانت جاهلة تمامًا بالثقافات المصرية والعربية، وزادت السهولة التي هزمت بها إسرائيل جيوش مصر وسوريا والأردن في حرب 1967، زادت وعمقت من احتقارها لتلك الشعوب، لم يخطر على بالها أبدًا فكرة إعادة شبه جزيرة سيناء لمصر". واستدرك أفنيري قائلاً: "لو كان لديها أدنى فكرة عن مصر والعالم العربي، لكانت علمت وأدركت أن المصريين لديهم اعتزاز هائل وشديد بالنفس، ولكانت اكتشفت أن تخلي مصر عن سيناء من المستحيلات، ويشبه فكرة أن يتنازل الشعب الفلسطيني عن القدس العربية". وختم قائلاً: "لقد سخرت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة من فكرة الشعب الفلسطيني، وقالت مرارًا وتكرارًا: لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".