أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون اليوم، الأربعاء، أن بلاده لن تنسحب من الاتفاق النووي مع إيران قبل أن يكون هناك بديل له. جاء ذلك خلال خطاب ألقاه "ماكرون" أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي، خصص جزءًا كبيرًا منه للحديث عن الملف النووي الإيراني والوضع في منطقة الشرق الأوسط والساحل الإفريقي. وقال الرئيس الفرنسي، إن "هدفنا من الاتفاق واضح وهو أن إيران لن تمتلك أبدًا أسلحة نووية، سواء الآن أو بعد سنوات أو 10 سنوات، لكن هذه السياسة يجب ألا تؤدي إلى حرب بالشرق الأوسط، ويجب أن نضمن سيادة الدول بما فيها إيران". وأضاف: "دعونا لا نرتكب أخطاء الماضي في المنطقة، ولا نخلق لأنفسنا حروبًا جديدة". وتابع: "صحيح أن هذا الاتفاق لا يغطي جميع المخاوف والأسئلة، ومنها ما هو مهم، لكننا لا نستطيع تركه قبل أن يكون بديل يعالج جوهر الموضوع، ولهذا لن ننسحب من الاتفاق". وفي السياق نفسه، خاطب ماكرون أعضاء "الكونجرس" بالقول: "يجب على رئيسكم (ترامب) أن يتحمل مسؤولية هذا الموضوع خلال الأسابيع القادمة، وقررنا أن نعمل على اتفاق أكثر شمولا ويتناول 4 نقط أساسية". وأوضح أن هذه النقاط تشمل المحافظة على مضمون الاتفاق الحالي، وتغطية الفترة ما بعد 2025، واحتواء النفوذ العسكري للنظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، ومراقبة البرنامج البالستي لطهران. وأكد ماكرون أن هذه النقاط الأربعة ستعالج المخاوف المشروعة للولايات المتحدة والحلفاء في المنطقة. وتوصلت إيران ومجموعة دول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا، في 14 يوليو 2015، إلى اتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية، وأقرت خطة عمل شاملة مشتركة، جرى الإعلان في 6 يناير 2016 بدء تطبيقها. ونصت الخطة على رفع العقوبات المفروضة على إيران على خلفية برنامجها النووي من قبل مجلس الأمن والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وبالمقابل تعهدت طهران بالحد من أنشطتها النووية ووضعها تحت الرقابة الدولية. وينص الاتفاق على أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجيًا اعتبارًا من 2025. وهناك خلاف حول الملف الإيراني بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية، حيث هدّد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي، فيما تدافع الدول الأوروبية عن الحكومة الإيرانية، وتقول إنها ملتزمة بالاتفاق.