خيم الحزن على أهالي شارع الجزار بمنطقة روض الفرج، بعد مقتل حداد على يد عاطل كانت تربطهما علاقة صداقة قديمة انقطعت عقب اتجاه الأخير لطريق الإجرام، لكن المفارقة كانت مساعدة المجني عليه للمتهم في إفاقته من آثار مخدر الإستروكس قبل الواقعة بيوم واحد. يقول محمد سلامة، 45 سنة، شقيق المجني عليه، إن شقيقه "أسامة" ترك المنطقة منذ 6 أشهر للعمل بأحد مشروعات شركة المقاولون العرب، لافتًا إلى أنه كانت تربطة علاقة صداقة بالمتهم "جابر" منذ فترة طويلة، لم تستمر بسبب اختيار المتهم طريق الإجرام والسرقة، مشيرًا إلى أن شقيقه حضر إلى المنطقة الأسبوع الماضي لزيارته، وأخذ قسط من الراحة؛ بسبب إصابته في ذراعه أثناء عمله: "لكنه جاء لموته". يضيف شقيق المجني، في تصريح صحفي، أنه فوجئ بمقتل شقيقه على يد "جابر" في أثناء وجوده أمام ورشته بشارع السنترال دون سبب، ليؤكد زوج شقيقة الضحية شعراوي محمد، 54 سنة، أن "جابر معاه توك توك يستخدمه في أعماله الإجرامية"، نافيًا ما تردد عن معاكسة الضحية لشقيقة المتهم "هي عندها 48 سنة ومتجوزة ومش عايشة في المنطقة.. يبقى إزاي". يتذكر "شعراوي" أنه قبل وقوع الجريمة بيوم، طلب المتهم من "أسامة" الاتصال بشقيقته من هاتفه، موضحًا أن الضحية اتصل مساء ذلك اليوم بشقيقة المتهم بالخطأ: "اعتذر لها وانتهى الموقف.. وفوجئ بجابر تاني يوم الصبح بيعاتبه على التحرش بشقيقته، وسدد له 3 طعنات بنصل يشبه السكين". بالانتقال لموقع الجريمة، يوضح إسلام محمد، شاهد عيان، أن "أسامة" ساعد قاتله في الاستفاقة من "هلاوس" سيجارة من مخدر الإستروكس، وأعطى له عبوة عصير، وساعده للدخول لشقته بالمنطقة، وعقب انتهاء تأثير المخدر طلب منه القاتل أن يتصل بشقيقته فمنحه هاتفه. يتوقف الشاب عن الحديث لحظات، يتذكر معها تفاصيل ما دار في اليوم التالي، مؤكدًا أن حالة من الغضب كانت تسيطر على "جابر" عندما حضر إلى المنطقة، وظل يردد "أنت بتتصل بأختي بالليل ليه.. أنا هاقتلك"، أخرج بعدها النصل الحديدي، وسدد ل"أسامة" عدة طعنات، ولاذ بالهرب تاركا إياه غارقا في دمائه، مشيرا إلى أنهم حاولوا إسعافه بمستشفى معهد ناصر لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة. القاتل يعترف أمام مدير نيابة روض الفرج، أقر المتهم بجريمته بعدما استمع إلى مكالمة غرامية دارت بين الضحية وشقيقته، تحدث خلالها "أسامة" بكلمات وإيحاءات جنسية، الأمر الذي أثار حفيظة المتهم، وقرر الانتقام منه فتوجه إلى مكان وجوده بورشة شقيقه، وسدد له طعنات أودت بحياته. وأشارت التحقيقات إلى أن المجني عليه كان دائمًا يتصل تليفونيا بشقيقة المتهم، فكانت تغلق الهاتف في وجهه بحجة أنها متزوجة ولديها أسرة، فأخبرت شقيقها الذي قرر الانتقام منه.