في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هيوم" الصادرة بالإنجليزية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، إن "احتمالية نشوب حرب فى المنطقة زادت بصورة كبيرة، في الآونة الأخيرة"، لكننا نميل إلى هدنة مع "حماس" لأسباب تخصنا، أولاً وأخيرًا". ويفتخر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، في مقابلته، بقوة جيشه، قائلاً: "إذا اعتقد الفلسطينيون أنهم سينظمون مسيرة ويمررون من الحدود إلى أراضينا، فهم على خطأ"، متابعًا: "سنضرب بقبضة من حديد لمنعهم، وعندها إسماعيل هنية والذين يرسلون الفلسطينيين إلى مسيرة العودة سيكونون مسئولين عما يحدث". ويشرح القائد العسكري أنه إلى جانب نشر تعزيزات في المنطقة الحدودية قبل مسيرة العودة الكبرى، كان الجيش يقوم أيضًا بإعداد الجنود "عقليًا" للتصادمات المتوقعة في جنوب إسرائيل وفي يهودا والسامرة. وقال "إيزنكوت": "إننا ندرك البنية التحتية التي ستشكل عقبات، ولكن إذا نظرت إلى الصورة الأكبر، فإنك تدرك أنك في وسط واقع معقد للغاية حيث تتلاقى الكثير من المواجهات السلبية، التي ستؤدي إلى حالة من الإضرابات في الشهرين القادمين" . وبسؤاله عن ما يعنيه مصطلح "المواجهات السلبية"، أوضح "إيزنكوت": "فشل جهود المصالحة بين حماس وفتح؛ النهاية الوشيكة لعصر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ الخلافات العميقة في الجمهور الفلسطيني - لا سيما في الضفة الغربية" . واستطرد: "زيادة الدعم للمقاومة العنيفة؛ فضلاً عن أن مسار اللا عنف الذي يقوده "عباس" لا يؤدي إلى أي مكان، أضف إلى ذلك الأزمة الإنسانية "الرهيبة" في غزة وفشل حماس في الحكم، ودور مصر "البارد" تجاه "حماس". وبشأن أنه كان لهذه التعقيدات دورًا في تصاعد المواجهات العسكرية في المنطقة، ذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: "لقد سبق أن قلنا في بداية العام إن احتمال قيام أي من أعدائنا بمواجهة معنا ضعيف إلى حد ما، لكن احتمال التصعيد واندلاع حرب "قريبًا" ازداد بشكل كبير، رغم أن كلا الطرفين لا يهتم بالمواجهة". وتابع: "هدفنا في غزة هو الحفاظ على الواقع الحالي على الأقل حتى نهاية العام، وهذا لإعطاء أنفسنا الوقت الكافي لإكمال البنية التحتية لتدمير أنفاق الإرهابيين، على حد قوله، لكن إذا كنا صادقين، علينا أن نعترف بأن إمكانية الانجرار إلى موجة من العنف أكثر احتمالاً اليوم مما كان عليه في العقد السابق ". ولتوضيح إذ كانت المنطقة على شفا "حرب قادمة"، نوه "إيزنكوت":"منذ عام 2005، كانت معارك القتال قصيرة - كل عام أو عامين كان يحدث شيء". وأردف: "في السنوات الأربع الأخيرة ، كان الوضع الأمني في إسرائيلأفضل مما كان عليه منذ عام 1967، وفي هذا الوقت، لم يكن هناك مدني إسرائيلي واحد أصيب بجروح بالغة، غير إصابة خمسة جنود فقط ، كما تتمتع المجتمعات، القريبة من الحدود مع غزة، بفترة من الهدوء". وأرجع "إيزنكوت" تأخر المواجهات المباشرة مع الفلسطينيين إلى أن "من ناحية، لدينا قوة ردع قوية - الناس في غزة مرعوبون من التصعيد العسكري وما ينطوي عليه ذلك - وعلى الجانب الآخر ، الحياة هناك جحيم ، لذلك لا يمكننا تهديدهم ب" جحيم مزدوج"لأنهم بالفعل يائسين"، وفق لقوله . ويعتقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أنه على الرغم من ذلك فمساءلة الحرب لن تصب في مصلحة الجميع، إذ من مصلحة الإسرائيليين أن يكون لديهم أمل ويذهبون إلى عملهم كل صباح". ومضي:" كنا قريبين جدًا من انتفاضة ثالثة في عام 2015، وتم تجنبها أساساً لأننا قمنا بتمييز واضح بين أن نخوض حربًا حازمة ضد الإرهاب، مع عدم إلحاق الأذى بالسكان، ففي السنوات الأخيرة، يستيقظ كل صباح نحو 190 ألف فلسطيني ويذهبون للعمل في إسرائيل، وهم يكسبون رزقهم ومع استمرار آلية التعليم، هذا هو الفرق بين الضفة الغربية وسوريا". ويقول "إيزنكوت" إنه في حين أن أكبر تهديد يواجه إسرائيل حاليًا هو إيران ، فإن التهديد الأكثر تطرفا في رأيه هو الخطر الفلسطيني، القادم من غزة والضفة الغربية، موضحًا "أن الكراهية لإسرائيل ليست جديدة ؛ فقد كانت موجودة قبل 70 عامًا أيضًا، وستظل قائمة بعد 100 عام من الآن". وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية تدخل إيران ودعمها لحزب الله حال نشبت الحرب، قال أيزنكوت إن "احتمال حدوث ذلك منخفض جدًا". وتوقع الوزير الإسرائيلي اندلاع حرب كبيرة مع حزب الله اللبناني في 2018، إلا أنه ذكر أن هذه الحرب حال اندلاعها، لن تكون مثل سابقاتها، وأن "كل ما يقع تحت استخدام حزب الله في لبنان سيدمر، من بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب".