تعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطراد. لكنها مشكلة نستطيع تجنبها، لاننا نحن البشر من تسبب بها ولا احد غيرنا يستطيع ايقافها. ملاحظة يتم التركيز على تعبير ظاهرة الاحتباس الحراري في معظم وسائل الاعلام لوصف هذه الظاهرة، وهنا تجدر الاشارة الى ان تعبير "تغير المناخ" يعد التعبير الادق والاصح علميا لوصفها. لقد ادى التوجه نحو تطوير الصناعة في الاعوام ال150 المنصرمة الى استخراج وحرق مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة. هذه الانواع من الموارد الاحفورية اطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني اكسيد الكربون وهي من اهم اسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب الى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ولكم ان اردنا تجنب العواقب الاسوأ ينبغي ان نلجم ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين. 1- اضرار تغير المناخ: • يودي بحياة 150 الف شخص سنويا • سبق ان حكم على 20% من الانواع الحية البرية بالانقراض مع حلول العام 2050 • سبق ان بدأ يكبد صناعات العالم خسارات بمليارات الدولارات كالصناعات الزراعية اضافة الى اكلاف التنظيفات جراء ظروف مناخية قصوى.لكن ما حدث ويحدث ليس بهول ما قد ياتي في المستقبل. فاذا تقاعسنا عن التحرك لكبح سرعة عواقب التغير المناخي يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الانواع المعرضة للانقراض من 20% الى الثلث بينما من المتوقع ان تؤدي العواقب المالية للتغير المناخي الى تجاوز اجمالي الناتج المحلي في العالم اجمع مع حلول العام 2080.لدينا الفرصة لوقف هذه الكارثة اذا تحركنا على الفور. 2- بعض الحلول لوقف تغيرات المناخ بما ان حرق الوقود الاحفوري هو المصدر الاساسي لغازات الدفيئة ينبغي ان نقلص اعتمادنا على النفط كمصدر اساسي للطاقة. والحلول البديلة موجودة: الطاقة المتجددة "المسالمة" وترشيد استخدام الطاقة. تقدم الطبيعة مجموعة من الخيارات البديلة من اجل انتاج الطاقة. ومع توخي ترشيد استعمال الطاقة، تؤمن موارد الطاقة المتجددة كالشمس والهواء والامواج والكتلة الحيوية مصادر فاعلة وموثوقة وتحترم البيئة لتوليد الطاقة التي نحتاجها وبالكميات التي نرغبها. لن يتطلب تطبيق هذه الحلول اي تنازل من المواطنين عن انماط حياتهم، بل سيخولهم الدخول الى عصر جديد من الطاقة يأتي عليهم بالازدهار الاقتصادي وفرص العمل والتطور التكنولوجي والحماية البيئية. سنركز بين الحلول البديلة المتوافرة على الموردين الذين يتمتعان باكثر التقنيات تطورا في هذا المجال • ضوء الشمس إلى كهرباء: أهمية الطاقة الشمسية تتلقى الكرة الارضية ما يكفي من الإشعاع الشمسي لتلبية الطلب المتزايد على أنظمة الطاقة الشمسية. إنّ نسبة أشعة الشمس التي تصل إلى سطح الأرض تكفي لتأمين حاجة العالم من الطاقة ب 3000 مرة. ويتعرّض كل متر مربع من الارض للشمس، كمعدل، بما يكفي لتوليد 1700 كيلوواط/الساعة من الطاقة كل سنة. يتمّ تحويل اشعة الشمس إلى كهرباء والتيار المباشر الذي تم توليده يتم تخزينه في بطاريات أو تحويله إلى تيار متواتر على الشبكة من خلال محوّل كهربائي. • الكهرباء – مصانع الطاقة الحرارية الشمسية تركّز مرايا ضخمة ضوء الشمس في خط أو نقطة واحدة. وتستخدم الحرارة التي تنتج لتوليد البخار. يستعمل البخار الحار المضغوط لتشغيل توربينات تولد الكهرباء. في المناطق التي تغمرها الشمس، تؤمن مصانع الطاقة الحرارية الشمسية كميات كبيرة من الكهرباء. وقد استنتجت دراسة اجرتها "غرينبيس" تحت عنوان "مصانع الطاقة الحرارية الشمسية 2020" بالتعاون مع صناعة الطاقة الحرارية الشمسية الاوروبية أنّ كمية الطاقة الشمسية المنتجة حول العالم قد تصل إلى 54 مليار كيلواط/الساعة (كو/س) بحلول العام 2020. في العام 2040، من الممكن توليد أكثر من 20% من إجمالي الطلب على الكهرباء. • الهواء بلغ استغلال طاقة الرياح مراحل متقدمة. والطاقة الهوائية هي ظاهرة شاملة وأكثر مصادر الطاقة المتجددة تطورا بالاعتماد على تقنية حديثة نظيفة، فعالة، مستدامة، ولا تلوث. تشكّل توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جدا- فهي قابلة للتعديل، سهلة التركيب والتشغيل وقادرة على توليد طاقة تفوق 200 مرة حاجة العالم اليوم. جمع واعداد د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة سوهاج رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج- مصر [email protected]