ذهب أحد التجار الأثرياء إلي السوق لشراء بغبغان يقوم بتسليته هو وأفراد أسرته، فجعل يطوف بالسوق حتى وقعت عيناه على بغبغان "لقطة" فقال للبائع كم ثمن هذا البغبغان؟ فقال له إن ثمنه كبير لأنه بخلاف بقية الطيور، لأنه يفهم كل شىء والدليل على ذلك أن تقوم بسؤاله وسوف يجاوبك على الفور، فقال التاجر الثرى للبغبغان: هل تستحق هذا المبلغ الذى سأدفعه فيك؟ فقال له البغبغان "نعم". سعد التاجر الغنى بهذه المقولة وظن البغبغان عبقريًا فدفع فيه المبالغ الطائلة ورجع به إلي المنزل وكأنه حصل علي كنز ثمين له ولأولاده. ومضت الأيام واكتشف التاجر الغنى أنه أخذ "مقلب" وأن هذا البغبغان لا يحسن إلا كلمة واحدة وهى كلمة "نعم"، فجلس حزينًا بجوار القفص على المبالغ الطائلة التى دفعها فى "البغبغان اللقطة"، وأخذ يضرب كفًا على كف ويكلم نفسه ويقول ألست كنت غبيًا حينما دفعت كل هذا الثمن فى هذا البغبغان المقلب؟ فرد عليه البغبغان من داخل القفص بكلمته الوحيدة "نعم". ضحك التاجر من هذا الرد العفوى من البغبغان وعلى الفور فتح له القفص وتركه ليمارس دوره بين شاكلته من الطيور. يتعجب الإنسان من كثرة البغبغانات التى على الفضائيات والتى لا تحسن إلا كلمة واحدة هى مهاجمة أى صورة إسلامية سواء كانت صادقة أو غير صادقة، ولكن التاجر الثرى الذى يموّل هذه البغبغانات يبدو أن الكلمة الوحيدة تروق له وعلى مزاجه لذا يبدو غير نادم على أمواله الطائلة التى يدفعها، وعقل الجماهير لا يمثل له أى ضمير وطنى أو أخلاقى. العجيب فى هذه البغبغانات أنها تجمع فى برامجها بين الشىء وضده ولا يحترمون قانون "قانون الوسط الممتنع" الذى وضعه أرسطو والذى يعشقون ثقافته ويكبرون عقله، ولو علموا أنهم ببرامجهم هذه يهدمون قواعد علم المنطق الذى قام بوضعه وأنه لا يصح أن يجتمع الشىء وضده في آن واحد فإما أن يكون الشىء أبيض أو لا أبيض، أما أن يكون أبيض وأسود فى توقيت واحد فهذا لا يصح، ولكن البغبغانات لا تلتزم بأى قواعد بالأمس كانوا يرفعون القبعة للمجلس العسكرى لدرجة أن بغبغانًا بهذه القنوات كان يأتى بمقاطع فيديو لأحد قيادات المجلس العسكرى وقبل عرضها يقول "عاوزين نسمع ونتكيّف" واليوم المجلس باع البلد للإخوان بمباركة أمريكا. لم يقم التاجر الثرى الذى يعجبه هذا الكلام بإطلاق هذه البغبغانات من قفص الفضائيات لتجلس مع شاكلتها أمثال أبو لمعة الذى يزعم أنه يمتلك مزرعة من الفراخ "تبيض بيضًا مقليًا وأخرى تبيض بيضًا مسلوقًا وكل حسب طلبك". ولكن التاجر الغنى لم يستوعب الدرس حتى الآن ولن يفيق إلا على وابل شتائمهم كما سبّوا وقذفوا من هو أكثر ثراءً منه وقديمًا قالوا "من اشترى امرأة بماله باعته بمال غيره". [email protected]