لم يكن فى وسع السلطة أن تجد مذيعًا يدافع عنها أفضل من المذيع، خيرى رمضان، فعندما دشن الناشطون السياسيون على موقع التواصل "تويتر" حملة للسخرية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، حينها طلب "رمضان" بحظر مواقع التواصل الاجتماعي. ووافق "خيري" النظام فى أن ثورة 2011، التى أطاحت بالرئيس المخلوع مؤامرة خارجية، وفى حلقة من برنامجه فى 18 مارس تحدث رمضان عن فرد من أفراد الشرطة، والذى يكسب أربعة آلاف و600 جنية فى الشهر، ومن أجل زيادة دخل الأسرة تعمل زوجته كعاملة نظافة، وتساءل "رمضان"، الذى اعترف بتعاطفه مع رجال الشرطة، عن سبب حصولهم على أجر قليل، أما الآن فهو يتمكن من سؤالهم مباشرة إذ اعتقل فى الثالث من مارس الجاري، نظرًا لأنه من الواضح أنه تخطى حدود الاحترام، بحسب مجلة "ذى إيكونوميست" البريطانية. وفى وقت لاحق فى هذا الشهر، سيذهب المصريون للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات، والنتيجة تعد محسومة للرئيس، وذلك اعتقال المرشحين الخطرين أو الذين أجبروا على التراجع عن ترشحهم، وتبقى للرئيس السيسى منافس واحد وهو موسى مصطفى موسي، والذى تقدم للانتخابات قبل ساعات من انتهاء التسجيل؛ وذلك لتجنب الإحراج الذى ستتسبب فيه الانتخابات التى بها مرشح واحد. فيما تنتشر الأقاويل حول وجود تهديدات ومؤامرات، إذ دائمًا ما يتحدث الرئيس السيسى عن "قوى الشر" ضد مصر. فى السنوات الأولى بعد الثورة، تمتع الصحفيون المصريون بالقليل من الحرية، وتوحدوا أكثر فى عام 2012 بعد أن تم انتخاب جماعة الإخوان المسلمين مثل الكثير من أعضاء النخبة المصرية، وعارض الصحفيون إلى حد كبير الإخوان لذا دعمت الصحافة ثورة 30 يونيو فى 2013، والتى تولى بعدها الرئيس السيسى مقاليد الحكم. إلا أنه من الواضح أن الصحفيين باتوا هدف النظام، إذ تصدرت مصر قائمة أكثر الدول اعتقالًا للصحفيين، ففى وقت سابق من هذا الشهر تم اعتقال صحفيين كانا يعدان تقريرًا عن الترام التاريخى فى الإسكندرية، وقد أمر النائب العام بمراقبة وسائل الإعلام والتصدى لأى شخص "يضر بالمصالح الوطنية. وقد أُطلق سراح "رمضان" مقابل كفالة مالية، رغم أنه ما زال يواجه اتهامات جنائي، وقد أثار احتجازه احتجاجًا فى الوسط الصحفي، فضلًا عن إن الانتقادات الموجهة إلى الانتخابات باتت تظهر على العلن فى الشهر الماضى، حيث استضافت الإعلامية لميس الحديد، موسى مصطفى موسي، وتساءلت عما إذا كانت أسرته ستشتكى من خططه لإنفاق 20 مليون جنيه على الانتخابات التى لا يمكنه الفوز بها، مصرحة: "يمكنك الانسحاب قبل 1 مارس، لذلك لن يكونوا مستاءين".