"كرامة الميت دفنه".. عبارة الأكثر اتشارا عند المسلمين، فمن أكبر الإكرام للميت التعجيل بدفنه وعدم إفشاء أسراره، لكن هناك عادات وتقاليد لجماعات ودول لها شأن آخر مع الموتي. طقوس الفلبين في إقليم «بانجت» بالفلبين، عندما يموت شخص ما يجتمع أقرباؤه ومعارفه في منزله، وينظفون جسد الميت، ويجمعون أخشاب الخيزران، ويصنعون منه كرسيًا يجلس عليه الميت. وبعد ذلك يعصبون عيني الجثة؛ حتى لا يرى الميت معاناة العالم، بحسب ما يعتقدون، ثم يشعلون النار لقتل الحشرات، معتبرين أن تلك النيران تمثل منارة لروح الميت، تساعدها على الوصول للطريق الصحيح ، بحسب ساسة بوست. العجيب أنهم يصنعون النكات على رائحة الجثة المتعفنة، ويقدمون للمتوفى مشروبات كحولية، حيث تستمر تلك المراسم لنحو ثمانية أيام، بعدها يتحلل الجسم بطبيعة الحال. كما يقوم الحاضرون عند دفن الجثة، بضرب عصيان الخيزران بعضها البعض؛ اعتقادًا منهم أن ذلك سيساعد الموتى في إيجاد طريقهم الصحيح. فيما يقوم جيرانهم من سكان منطقة «تنيجويان» بأداء مراسم مشابهة، مع بعض الاختلافات تتضمن كسوة الميت بأفضل الثياب، ووضع سيجارة بين شفتيه، يشعلونها ويستبدولنها بين حين وآخر في إظهار للتعامل مع الميت، وكأنه على قيد الحياة. وفي منطقة «لونجوت» تُدفن الجثث في وضع الجلوس، فيما تربط أيدي النساء بأرجلهن؛ لمنع أشباحهم من التحرك، فيما يحاول سكان مناطق أخرى بالفلبين دفن ذويهم على الجبال والمرتفعات اعتقادًا منهم أن ذلك يُقربهم إلى الجنة. الموتي في غانا: تصنع توابيت الموتي في غانا على شكل سمكة، أو دجاجة، أو بقرة، أو حشرة، أو فاكهة، أو سيارة، أو طائرة، أو غيرها، من الأشكال المتنوعة والمختلفة. ويستوحي الأهالي هناك هذه العادة ، عندما مات أحد الصيادين، ووضع في تابوت على شكل سمكة، ليعقبها عادة في غانا لم تزل مستمرة ، وهو وضع الميت في تابوت على شكل يرتبط بمهنته، أو الشيء الذي يحبه، فسائق التاكسي في تابوت على شكل سيارة تاكسي، والمزارع في تابوت على شكل أحد أنواع الفاكهة أو الخضروات التي كان يزرعها، ويكون التابوت على شكل بيانو مثلًا، إذا كان الميت يحب الموسيقى، فإذا مررت على أحد ورش صناعة التوابيت في غانا، فقد تظن لأول وهلة أنهم يصنعون أشكال ألعاب للأطفال، ولكن في الحقيقة هي توابيت يدفن فيها الموتى. حفلة تدخين لموتي أستراليا: تبدأ طقوس الجنازة عندما يموت شخص في الإقليم الشمالي بأستراليا، حيث يعيش السكان الأصليون،بحفلة تدخين في المنطقة التي عاش فيها الميت، وبعد ذلك يلونون أجسادهم، ويبدأون في حفلة رقص، وتتضمن طقوس الموت هناك تغطية جسد الميت بالأوراق وفروع الأشجار وتركها للتحلل، وهو ما قد يمتد لشهور. الغريب أنهم يقومون بجمع السائل من الجثث المتحللة، ويضعونها على أجساد بعض الشباب الأحياء ظنًا منهم بأنهم بذلك يمرّرون الصفات الجيدة للمتوفى وإكسابها للشباب الأحياء، ويتمثل الجانب الذي قد يكون الأغرب في طقوس الجنازة هناك في جمع عظام المتوفى وإعطائها لأقاربها للاحتفاظ بها هدايا تذكارية ، بحسب ما نشرته ساسة بوست. طقوس كوريا الجنوبية يقوم مواطنو كوريا الجنوبية إذا باستخدام رفات الميت على أنه نوع من «الزخرفة» ، فهناك شركة في كوريا الجنوبية متخصصة في تحويل رفات الميت إلى خرز ملون، سواء كان أزرق، أو أخضر، أو «بمبمي» بتكلفة تبلغ 900 دولار، وهذا الخرز لا يستخدم في السلاسل، وليس نوعًا من الموضة، وإنما يوضع في أطباق أو عبوات زجاجية، وتستخدم كوسيلة زخرفية، وتحمل دلالة في معتقدهم بالحفاظ على المتوفى قريبا منهم. وتعتمد تلك الطريقة على حرق رفات الجثث بدرجة حرارة عالية جدًا ، ويحول الرماد إلى شكل كرات أو بلورات من الخرز الملون. مراسم الدفن في إندونيسيا: تعد مراسم الدفن التي تقوم بها قبائل التوراجا في إندونيسيا الأكثر غرابة، والأكثر تكلفة عالميًا؛ فخلال شهور بعد موت الشخص يظل أهله يتعاملون معه وكأنه حي، فبعد تحنيطه بمادة «الفورمالين» يبقونه في المنزل يتحدثون معه، ويغيرون ملابسه، ويقدمون له الطعام قبل بدء مراسم الدفن التي تستمر 12 يومًا، وتتضمن الطواف بالجثمان في الشوارع، وإعداد الولائم للمُعزّين. كما تذبح الثيران لاعتقادهم أن الثور ينقل الموتى للحياة الأخرى، اللافت أنه بعد مراسم الدفن الطويلة ، لا يبقون الميت على حاله بعد الدفن، وإنما يخرجونه من حين لآخر؛ لتنظيفه وتغيير ملابسه. فيما يتم دفن جثث الأطفال حديثي الولادة، في سيقان الأشجار العملاقة ، كما تفعل ذلك قبائل "التورجا".