ذكر موقع "أحوال" التركي في نسخته الإنجليزية أن التوسع التركي في أفريقيا يقلق مصر؛ لاسيما بعد اتفاقيات الشراكات الاقتصادية مع الجزائر مؤخرًا، وسعي تركيا للتواجد في البحر الأحمر باعتباره محورًا للتجارة العالمية، إذ يتجلى القلق المصري في دعوات مقاطعة المنتجات التركية، ودعوات محاسبة رجال الأعمال المصريين المستوردين من تركيا. فاستهل أن تقارير صحفية أشارت إلى أن الشراكات الاقتصادية بين تركياوالجزائر من شأنها أن تعزز التجارة بين الدولتين، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف أن يصل حجم التجارة عشرة مليارات دولار سنويًا. وناقش أردوغان هدفه المتمثل في تعزيز التجارة خلال خطاب في منتدى الأعمال الجزائري التركي في العاصمة الجزائرية، واشتركت معه شريفته أمينة أردوغان والوفد المرافق له الذي يضم 200 رجل أعمال تركي. وكانت المبادرة الرئيسية التي أعلن عنها في هذا الحدث مشروعًا مشتركًا بقيمة مليار دولار بين شركة الطاقة سوناطراك المملوكة للحكومة الجزائرية وشركة رونيسانس التركية ويجان لبناء مصنع للبتروكيماويات في جنوبي مقاطعة أضنة. كما أعربت الجزائر عن رغبتها في إن تقوم تركيا باستثمارات متبادلة في صناعتها المحلية لمساعدة البلاد في خفض عجز تجارتها الخارجية بمقدار 45 مليار دولار. ويوجد حاليا 850 منتجًا تحظر الجزائر استيرادها، ودعا وزير التجارة الجزائري محمد بن موادي الشركات التركية إلى الاستفادة من التخفيضات الضريبية والإعفاءات الجمركية وغيرها من الحوافز المقدمة للشركات الراغبة في إقامة شراكات مع الشركات الجزائرية. وتعد الجزائر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، حيث تقدر قيمة السلع التركية التي تصدر إليها بنحو 4 مليارات دولار. كما أن الرئيس التركي زار موريتانيا والسنغال ومالي خلال جولته التى استمرت خمسة أيام اعتبارًا من 26 فبراير، وشملت زيارته الأخيرة لأفريقيا في ديسمبر 2017 رحلات إلى السودان وتونس وتشاد. ووصف المدون على موقع "الجزيرة"، وائل على، نهج تركيا تجاه أفريقيا الحالي من خلال تواجدها في البحر الأحمر، أن البحر الأحمر يعد نقطة محورية للقوى الدولية الكبرى، مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا التي أقامت قواعد دائمة في المنطقة من أجل الحد من تأثير القوى الصاعدة مثل الصين وإيران في طريق التجارة الحيوية. وتابع أن اتخذت السياسة الخارجية التركية بالفعل تحولا واضحًا تجاه المنطقة مع اتفاق ديسمبر الماضى مع السودان على إعادة بناء جزيرة سواكن الساحلية على البحر الأحمر، مسلطًا الضوء على عدم الرضا الذي يشعر به الأردن تجاه الدول العربية، دفع تركيا للتواصل مع الأردن، ومطالبته بالتواجد في البحر الأحمر. وأشار "على" إلى أن الأردن يشعر ب"الهجر" في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها وقد ظهرت هذه التقارير بعد أسبوع من استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في عمان لاستعراض العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات في المنطقة فيما ذكرت الصحف المصرية أن المقاطعة العامة للسلع التركية قد انطلقت في مصر احتجاجًا على ما وصفته بسياسة "الرئيس التركي أردوغان" المعادية للمصر، وكانت قد ساءت العلاقات بين البلدين بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي التابع لجماعة الإخوان المسلمين في 2013. وقد اتهمت مصر باستمرار تركيا بدعم جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء وليبيا المجاورة، وما زاد من حدة التوتر أن أنقرة تدخلت مؤخرًا ضد الخطط المصرية والقبرصية لاستغلال احتياطي الغاز الضخم في شرق المتوسط، قائلة إن اتفاق ترسيم الحدود بين البلدين انتهك المياه التركية وخرق "الحقوق غير القابلة للتصرف" للقبارصة الأتراك في الموارد حول جزيرتهم. وكانت دعوات المقاطعة ضد تركيا أصبحت أهم مواضيع التواصل الاجتماعي في مصر، مع 12 ألف تغريدة من بينها "مقاطعة المنتجات التركية"، وشملت التغريدات مطالب الحكومة المصرية باتخاذ إجراءات ضد رجال الأعمال الذين يستوردون المنتجات من تركيا.