تمكنت إسرائيل مناعتراض مروحية هجومية من نوع أباتشي طائرة الاستطلاع الإيرانية "سيمرغ" بعد دخولها الأجواء الإسرائيلية لمدة 90 ثانية، و إسقاطها بأقل الأضرار دون تحطيمها، وهو ما سيسمح بفحص تقنياتها عن قرب دون الحاجة إلى جهد استخباراتي كبير من جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران. وكان الرد الإسرائيلي العنيف وعدم ارتكاب أخطاء جديدة من قبل طياريه أخرج عن العمل، بشكل نهائي، ما يزيد عن 30 في المئة من الدفاعات الجوية للنظام السوري، والتي تعتبر أساساً متخلفة جدا لم تُطور منذ بداية الثمانينات إبان حرب لبنان والاشتباك السوري الإسرائيلي هناك بحسب ما ذكر موقع صحيفة القدس العربى. رد فعل جيش الدفاع الإسرائيلي لم يتأخر أبدا بعد إسقاط طائرة التجسس الإيرانية، فتم استهداف المطار بواسطة ثماني طائرات إسرائيلية نوع «إف 16» قامت بقصف المدرج وبرج المراقبة الجوي ومقرات القيادة والمبيت والمستودعات ومحطة الوقود في المطار. هذا دفع النظام السوري إلى التصدي لسرب الطائرات الإسرائيلية بإطلاق عدة صواريخ مضادة للطيران نوع «سام -5»، ما أدى إلى سقوط أحد الطائرات بسبب «سوء اتخاذ تدابير المراوغة» من الطيارين كما تحدثت مصادر عسكرية إسرائيلية للصحافة في تل أبيب، مع ترجيح كبير لفرضية أن الطائرة لم تصب بشكل مباشر وإنما قفز الطياران بعد دخولهما في موجة الرادار التابعة للدفاعات الجوية السورية. ومع التصريحات الرسمية بعدم الرغبة في المواجهة مع النظام استمر سلاح الجو الإسرائيلي بقصف الدفاعات الجوية للنظام السوري طوال يوم السبت، 10(فبراير)، وتركزت على 12 هدفا أغلبها تتبع للقوى الجوية والدفاع الجوي.
وقام الطيران الإسرائيلي إضافة إلى ذلك بقصف مطارات التياس (تي 4)، والسين، وخلخلة والنيرب والمزة العسكري. كما استهدف عددا من مقرات القيادة التي تتركز فيها القوات الإيرانية، وأهمها جبل المانع وتل أبو ثعلب في منطقة الكسوة جنوبدمشق ويتبعان إلى فوج الدفاع الجوي 165 ويعتبران بمثابة خط متقدم للدفاع عن مطار المزة العسكري من أي اعتداء من الجهة الجنوبية. كذلك قُصف الفوج 16 دفاع جوي والذي يقوم بحماية مطار الضمير العسكري وينتشر في القرب منه، وهو أكبر الأفواج المستقلة التابعة لإدارة الدفاع الجوي. كما تعرض للقصف اللواء 104 أشهر ألوية الحرس الجمهوري والذي كان يقوده اللواء مناف طلاس ابن وزير الدفاع السوري. وقُصفت أيضا منطقة الديماس بالقرب من المطار الشراعي، إضافة إلى سهل الزبداني، واستمرت الغارات في اليوم الثاني وطالت مطار خلخلة ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة ومطار السين، وعدة نقاط في اللواء 156 في بلدة غباغب، والفوج 175بالقرب من بلدة إزرع في محافظة درعا جنوباً. ورغم إعلانه العكس، يبدو أن النظام السوري لم يتخذ قرار الرد على القصف الإسرائيلي بنفسه، ومن الواضح أن القرار كان إيرانيا وبدأ بمحاولة اختراق الأجواء الإسرائيلية بطائرة التجسس الإيرانية. لكن في المقابل كانت إيران على علم مسبق بأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستقوم بإسقاطها بمجرد اقترابها من الحدود مع الجولان المحتل. ومن السهل أيضا أن ينفي أي متابع هدف التجسس والمعلومات الاستخباراتية بإرسال طائرة دون طيار، فالوضع من جانب الحدود الإسرائيلية السورية لا يشابه الحدود مع لبنان، والذي يسيطر عليه حزب الله. ف الجزء الكبير من الحدود تسيطر عليه المعارضة السورية ولا حدود إيرانية مباشرة، وميليشيا حزب الله والعناصر الإيرانية هم أقرب إلى مدينة القنيطرة وتحصيناتهم العسكرية ونشاطهم يتركز فيها وفي مناطقها الشمالية، وبدأت نشاطا متأخرا وبحذر كبير منذ أيام قليلة بعد إخراج المعارضة من بيت جن شمال بلدة حضر. رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي أشار إلى أن الهجوم على الأهداف السورية والإيرانية تم بعد إعلام القوات الروسية في سوريا تجنبا لأي خطأ لافتا إلى أن الدفاعات الجوية الروسية لم تشارك في أي اعتراض لطائراته.