عقد مجلس شورى "الإخوان المسلمين" اجتماعًا مغلقًا امس بمقر مكتب الإرشاد بالمقطم للوقوف على خريطة التحركات لدعم الدكتور محمد مرسى خلال المائة يوم الأولى، والذى يتضمن ملفات "الأمن وضبط المرور وتوفير الوقود وتحسين رغيف الخبز وحل مشكلة القمامة". وقال الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن مجلس الشورى العام للجماعة انعقد بجلسته الثامنة لتدارس كيفية تفعيل العمل الشعبى؛ لدعم مبادرة المشروعات الخمسة (الأمن المرور رغيف العيش الوقود القمامة) التى أطلقها رئيس الجمهورية لتنفيذها فى المائة يوم الأولى من فترة ولايته, ودور جماعة الإخوان المسلمين والقوى السياسية والشعبية، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة؛ وذلك للتخفيف من معاناة الشعب المصرى فى هذه الملفات. وأكد الجماعة أنه تم الاتفاق على إجراءات تنفيذ هذه الحملة فى جميع قرى وأحياء محافظات مصر مع جميع القوى السياسية والشعبية. وقال صبحى صالح القيادى الإخوانى، إنه سيتم مساعدة الرئيس في تنفيذ برنامجه خلال المائة يوم الأولى، عبر توعية المواطنين من أجل المشاركة فى تنفيذ المشروعات كافة على المستوى الإعلامى والميدانى من خلال التواصل مع المواطنين بشكل مباشر. وأضاف أن هناك تنسيقًا يجرى على قدم وساق بين شباب الإخوان ومقار الحزب فى جميع محافظات مصر للتواصل مع المواطنين، مؤكدًا أنهم بدأوا فى تفعيل العديد من المبادرات فى محافظات مصر، من خلال مشاركة مجموعات منظمة من داخل جماعة الإخوان وحزبها "الحرية والعدالة" والتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة ومنها هيئة النظافة للتخلص من القُمامة وتجميل مصر. وأوضح أن تلك الجماعات تخرج مع العاملين فى الشوارع لتجميل وتنظيف الميادين، إلى جانب مجموعات أخرى تجوب الشوارع فى وقت الذروة لمساعدة رجال المرور لتنظيم العملية المرورية فى شوارع مصر. وأكد صالح أهمية المشاركة المجتمعية فى تنفيذ تلك المشروعات، مشيرًا إلى أن شخصًا بمفرده لن يستطيع النهوض بمصر ولكن يحتاج إلى تضافر كل الجهود؛ خاصة فى ظل العراقيل التى توضع فى وجه الرئيس المنتخب. من جهته، قال محمود عامر عضو اللجنة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، إن جماعة "الإخوان المسلمين" بدأت فى مناقشة الآليات التى يمكن للجماعة من خلالها مساعدة الرئيس مرسى فى تنفيذ الوعود الانتخابية التى وعد بتنفيذها خلال المائة يوم الأولى من حكمه. وذكر أن الجماعة اتفقت مع قيادات حزب الحرية والعدالة على تركيز الجهود فى خمسة محاور أساسية: وهى الخبز، والنظافة، والأمن، والمرور، والوقود. وقال إن هذه المحاور هى الأولويات للمواطن العادى ولو لاحظ أى تغيير فيها فسيشعر بأن هناك نيات صادقة للتغيير. وأشار إلى تشكيل لجان شعبية من شباب الإخوان والمتطوعين لإدارة الرقابة على المخابز وضمان وصول رغيف الخبز إلى المواطن، كما تم تشكيل لجان معنية بجمع القمامة من الشوارع. وفيما يخص ملف الأمن، قال عامر إن اللجان الشعبية ستقوم بدورها فى هذا الملف، مثلما فعلت فى أيام الثورة، ولكنه أضاف أن ملف الأمن تحديدًا يحتاج للتواصل مع جهاز الشرطة لتنسيق الجهود والعمل الجدى على إشعار المواطن بالأمان. وأكد أن أزمات الوقود والبوتاجاز المتكررة تحتاج فى حلها إلى التواصل مع المسئولين لتنسيق الجهود ومواجهة العقبات. وأوضح أن هذه الجهود غير مقتصرة على المحافظات الرئيسية فقط ولكنها تشمل محافظات الجمهورية كافة؛ لأنها تعانى نفس المشاكل ولكن بنسب متفاوتة. وقال عادل مصطفى عضو اللجنة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن الحزب اتخذ خطوات فعلية فى جمع القمامة من الشوارع وسيزيد جهوده خلال الأسابيع القادمة. وأشار إلى أن الملف الأمنى هو أصعب الملفات التى تواجههم كحزب فى دعمهم للرئيس محمد مرسى؛ لأنه يحتاج إلى عودة جهاز الشرطة لعمله. وأكد مصطفى أن مرسى تواصل بالفعل مع رؤساء الإدارات المختلفة بوزراة الداخلية للتنسيق معهم حول عودة الأمن. وقال إن إدارة المرور تحديدًا قد أعطت وعودًا بعودة رجال المرور إلى الشوارع إلا أنها إلى الآن لم تنفذ وعودها؛ حيث لم نلحظ أى تحسين فى حركة السير. وأوضح أن الحزب لن يكتفى بالاعتماد على شرطة المرور، ولكنه سيتواصل مع جميع مكاتبه بالمحافظات لتنظيم لجان شعبية تتولى هى عملية التنظيم المرورى، "إلا أن هذا لا يعنى أننا فى غِنى عن جهود رجال المرور". وأشار إلى أن الحزب لا يعمل منفردًا فى ملف الخدمات، ولكنه على تواصل بالقوى السياسية والشعبية المختلفة لتنسيق الجهود فى اتجاه تحسين معيشة المواطن ومساعدة مرسى فى مسئولياته. في الأثناء، يعقد مجلس شورى الجماعة الإسلامية اجتماعا طارئا خلال ساعات لإقرار خطة تحرك عاجلة لدعم الرئيس المنتخب محمد مرسى خلال الأيام المائة الأولى لاسيما فى عدة قطاعات خدمية، ومنها النظافة والخبز والغاز والوقود من خلال كوادر الجماعة المنتشرة فى أغلب محافظات الجمهورية، فضلا عن بحث البنود المعروضة على الاجتماع السنوى للجمعية العمومية للجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية. وكشف عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة عن أن هذا الاجتماع الطارئ سيتطرق إلى عدد كبير من القضايا منها ما يتعلق بالشأن العام ومنها ما يتعلق بقضايا خاصة بالجماعة والحزب، لافتا إلى أن دعم الدكتور مرسى ومواجهة حملات إفشاله، سيكون على رأس القضايا التى سيناقشها مجلس شورى الجماعة خلال الاجتماع فى ظل رغبة الجماعة فى تحقيق إنجازات ملموسة ضمن برنامج الدكتور مرسى ينبغى تنفيذه خلال المائة يوم الأولى. ولفت إلى أن الجماعة الإسلامية لم تقدم عروضا للدكتور مرسى لشغل مناصب وزارية معينة أو تسمية رئيس الوزراء بل إن موقفنا يدعم دائما تشكيل حكومة ائتلاف وطنى موسع سواء شاركت الجماعة فى الحكومة أم لا. وأوضح الزمر أن مجلس الشورى يعد تصورا كاملا عن إنجازات الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية لعرضه على الجمعية العمومية خلال المرحلة القادمة لمناقشته مسيرة الجماعة والحزب خلال عام ومعرفة الجوانب الإيجابية وما شاب المسيرة من قصور. فى السياق ذاته، كشف الدكتور الهم أبو الحمد عن انخراط كوادر الجماعة فى محافظات الصعيد فى دعم الرئيس المنتخب محمد مرسى، لافتا إلى كوادر الجماعة تدعم مساعى الشرطة لاستعادة الأمن وتفرض نوعا من الرقابة الشعبية على مستودعات الغاز والمخابز ومحطات الوقود لضمان وصول الخدمات للمواطنين بسهولة ويسر وكرامة. وتابع: كذلك تشارك الجماعة بشكل قوى فى مشروعات النظافة فى محافظات الصعيد ومعالجة الإرث الصعب لحالة الانفلات الأمنى والتى كان أكوام الزبالة والقمامة وإلقاء المخالفات فى الشوارع من أهم تداعياتها.