بدت لهجة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تصريحاته اليوم خلال حفل افتتاح حقل "ظُهر"، خروجًا على هدوئه المعتاد، إذ اتسمت بالعصبية الشديدة غير المعهودة، في ظل تهديده لمن وصفهم ب "الأشرار"، ما اعتبره معارضون تمهيدًا لحملة اعتقالات جديدة خلال الفترة القادمة. وقال السيسي: "اللي حصل من سبع وتمن سنين مش هيحصل تاني". وأضاف: "أنا مش سياسي، وواضح إن الناس مش واخده بالها، البلد علشان ترجع تاني ربنا وحده اللي يعلم، وأي حد يفكر يقرب منها، لأ.. هقول للمصريين انزلوا تاني ادوني تفويض قدام الأشرار.. أي أشرار". وتابع: "لو الأمر استمر كده وحد فكر يلعب في مصر وأمنها هطلب منكم تفويض تاني، وستكون هناك إجراءات أخرى ضد أي حد يعتقد أنه يعبث بأمن مصر، وبمخافش غير من ربنا وعلى مصر بس". وأردف قائلًا: "قولنا هنعمل أكاديمية تعلم الناس يعني إيه دولة، وماحدش يتصدى لشأن عام وهو مش متعلم كويس"، مضيفًا: "بالمناسبة بقالي 50 سنة بتعلم يعني إيه دولة، قسمًا بالله بقالي 50 سنة بتعلم وبعلم نفسي، حاجة صعبة أوي، الناس ما بتفكرش وعاوزة تتصدر وتتكلم، الكلام ده المفروض ما أقولوش أنا". وقال الناشط اليساري كمال خليل في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، معلقًا على تصريحات السيسي: "ده خطاب تهديد بيمهد لحملة اعتقالات واسعة". الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، قال إن "ما حدث في مصر خلال السنوات الأربع الماضية، أمر غير مسبوق، ولم يقم به أي نظام سابق، إذ أن كافة الأنظمة التي تعاقبت على حكم مصر لم تتسبب في تدهور الأوضاع بهذا الشكل". وفي تصريح إلى "المصريون"، أوضح دراج، أن "الرئيس السيسي طلب من المواطنين في الأول تفويضًا لمحاربة ومواجهة الإخوان؛ حتى يتخلص منهم، والآن يريد أن يحصل على تفويض للقضاء على باقي الشعب". وحذر دراج من أن "مصر دخلت نفق مظلم، ولا يعلم أحد سوى الله، متى وكيف ستخرج منه، حيث من المتوقع في ظل السياسة الحالية أن يترتب عليها أزمات ومشكلات كثيرة". وبرأي دراج، فإن "كلام الرئيس لا يقنع سوى مؤيديه، أما الأغلبية فأصبحت لا تعبأ بأحاديثه، وسيحدث حال استمرار النظام الحالي، تغييرات كبرى لن تبقي الوضع الراهن كما هو عليه". إلى ذلك، قال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "حديث الرئيس عن المحافظة عن الأرض والشعب، يحتاج إلى مراجعة منه"، متسائلًا: "هل تسبب في ضياع الأرض أم حافظ عليها، وهل حدث تمزيق بين الشعب، أم ظل متماسكًا"؟ وأضاف ل"المصريون"، أن "عصبية الرئيس السيسي أثناء حديثه، تشير إلى امتلاكه معلومات مؤكدة حول أن هناك مؤامرات وأمور تحاك ضده شخصيًا, وهذا الأمر يبدو خطيرًا ويقلقه بشدة". مساعد وزير الخارجية الأسبق، توقع أن تشن خلال الفترة القامة حملة اعتقالات واسعة، لا سيما بعد تلك المعلومات التي وصلت إليه، مستدركًا: "أعتقد أن السلطة الحالية، لن تجر انتخابات رئاسية". وأشار إلى أن "خطب الرئيس دائمًا غامضة، ولا يُفهم ما الغرض منها، كما أن الغالبية لا تعرف من هم أهل الشر الذي ينتقدهم دائمًا، ويطلب الآن تفويضًا جديدًا لمواجهتهم". ورأى أنه "دائمًا ما يخلط في أحاديثه بين الوطن الذي يتكون من الشعب والأرض، وبين النظام الذي هو مهمته إدارة الوطن، مؤكدًا أنه في معظم دول العالم يوجد فاصل بين الاثنين". وأوضح أنه "إذا كان النظام يدير الوطن –الشعب والأرض- وفقًا للدستور والقانون فهذا هو الصحيح والمفروض القيام به، أما إذا كان الوطن يدفع تكاليف مصائب السلطة الحاكمة من دمه وسمعته، فذلك الخطأ والخلط". وطالب الأشعل، السيسي، بالتفرقة بين الحكومة والدولة، "مصر ليس بها نظام سياسي منذ عام 1952، و الحالية أدخلت الدولة في دائرة مظلمة".