ترى وكالة أنباء "شينخوا" الصينية أنه لا يوجد حل في أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا سوى التعاون المربح للطرفين، مشيرة إلى أن التوترات الحالية وتبادل العبارات المحتدة بين الطرفين لا تزيد الأمر إلا سوءًا وتأجيل الحل الوحيد، وهو حدوث اتفاق بين جميع الأطراف يضمن مكاسب مشتركة للطرفين، لاسيما أن لديهما أرضًا مشتركة. قال الخبراء إن الخلاف حول نهر النيل، هو واحد من أنهار العالم، من الممكن أن يتحول لتعاون مربح لكل الأطراف، بدلًا من أن يتم تأجيج الصراع، لاسيما أن تقارير صحفية على مدار الأسابيع الماضية أفادت بأن سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق قد يكون سببًا لإشعال فتيل الحرب والصراع بين مصر وإثيوبيا. وقال كبير الباحثين في المركز البحثي والدراسات الإستراتيجية للعلاقات الخارجية الإثيوبية، أبيب اينيت، للموقع ذاته، إن التوترات الحالية على مياه نهر النيل لا يجب أن تحيد عن الحلول المربحة للطرفين، مضيفًا أن البلدين اتفقا على مجموعة من الموضوعات الاقتصادية والأمنية، وتشمل تلك الموضوعات تهديد الإرهاب المشترك". ولدى الشركات المصرية استثمارات كبيرة في إثيوبيا تقدر بأكثر من مليار دولار أمريكي، في المقابل تعمل إثيوبيا على تيسير خطة طويلة الأجل لبيع الكهرباء إلى مصر المفتقرة للطاقة. . وتابع "اينيت" أن الخلافات طويلة الأمد على نهر النيل تؤجل الاتفاق الحتمي الذي يجب على الدولتين التوصل إليه حول مختلف القضايا. ومن المتوقع أن يصبح سد النهضة الإثيوبي أكبر مشروع للطاقة في أفريقيا، وكانت الحكومة الإثيوبية قد ذكرت مؤخرًا أن مشروع السد الذي اكتمل بنسبة 63% سيبدأ في اختبار إنتاج الطاقة في عام2018. وعلى الرغم من أن البلدين يبعدان عن بعضهما مسافة تصل لآلاف الأميال، إلا أن نهر النيل يربطهما ببعض، حيث إنه يشكل المصدر الرئيسي للمياه بنسبة 86% ، وتعتمد مصر على النيل كمصدر رئيسي للمياه العذبة. وتصر إثيوبيا على أن السد الضخم هو جزء من حقها في استخدام مياه النيل بشكل عادل، الأمر الذي يساعدها في دفع نموه الاقتصادي، بينما تخشى مصر السد في قطع إمداد المياه عليها، ما قد يوقف قطاع الزراعة في مصر، الذي يعاني بالفعل من افتقار المياه. يوافق أليك سدى وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمية، أنه على الرغم من اللهجة المحتدة بين مصر وإثيوبيا في بعض الأحيان، فمن المرجح أن تجد الدولتان أرضية مشتركة للاستفادة من مياه نهر النيل. وأضاف: "أن مصر باتت تعتمد بشكل أقل على الزراعة واعتمدت أكثر على الصناعة وقطاع الخدمات والنفط والغاز والتجارة التي تمر عبر قناة السويس، وبالتالي انخفض اعتمادها على نهر النيل، مشيرًا إلى أن المصريين والإثيوبيين لديهما الألفة النفسية ذاتها تجاه نهر النيل، الأمر الذي قد يؤثر على الصراع المحتمل". وفي الوقت الذي تصنف فيه التوترات الناتجة عن استخدام مياه نهر النيل على أنها مشكلة ثنائية بين إثيوبيا ومصر، إلا أنها شملت دول حوض النيل الأخرى مثل إريتريا والسودان، الأمر الذي يكشف عن مدى تعقيدها. فاتحد السودان، الواقع بين مصر وإثيوبيا، صف إثيوبيا، معلنًا دعم إثيوبيا في بناء السد، لاسيما أن العلاقات بين مصر والسودان خيّم عليها التوتر خلال السنوات الماضية في قضايا متنوعة، بما فيها النزاع الإقليمي على منطقة حلايب وشلاتين. بينما كانت تشهد إريتريا انزعاجًا حدوديًا مريرًا مع إثيوبيا، ولهذا وطدت العلاقات مع مصر، مما أثار التكهنات في إثيوبيا والسودان بأنه يمكن أن يكون حليفًا لمصر في حالة اندلاع أزمة كبرى على النيل.