أخذ الرئيس محمد مرسى على نفسه عهدا بتحقيق أهم ما يتطلبه الشعب المصرى فى ظرف 100 يوم، فى نظرى أنه لم يفعل ذلك لأنه الرئيس فقط أو لأن ذلك ضمن برنامجه الانتخابى، ولكن لأنه يحب مصر، فأراد أن يترجم حبه لها فعلا، وآمل أن يحقق ما وعد قبل انتهاء المدة، والتى بدأ البعض يحسب لها يوما بيوم وأدعو الله أن يساعده ويوفقه فيما أراد. بالتأكيد.. أنت تحسب وتعد الأيام يوما يوما، مثلما يفعل الكثير، وهذا حقك وحقهم ولا تفرط فيه، ولا تفرط أيضا فى أن تعد لنفسك، ولكن ليس يوما يوما، ولكن ساعة بساعة، بل لحظة بلحظة. انظر فى نفسك – والكلام لى أيضا – ماذا فعلت؟ وماذا تفعل الآن؟ وماذا ستفعل اليوم وغدا وبعد غد؟ وما إنجازاتك فى المائة يوم التى تعدها؟ لا تعتقد أنه بعد مائة يوم سيكون الرئيس وحده مسئولا فقط، ربما يكون ذلك سيحدث فعلا أمام كل الناس، ولكن تأكد أنك أيضا ستكون مسئولا، ليس أمام البشر، وقبل أن يكون أمام رب البشر سيكون أمام نفسك، فحاول أن تفعل الخير وأعدَّ للسؤال جوابا. أستحلفك عزيزى بالله لو بتحب مصر.. ساعد الرئيس فى أن يحقق ما وعد به قبل انتهاء المائة يوم، ولا تجعل من نفسك عدادا فقط. لو بتحب مصر.. من أى مكان وفى أى عمر كنت، راقب الله ثم نفسك فى قولك وفعلك، ولا تجعل من نفسك الثغر الذى يؤتى منه. لو بتحب مصر.. وأنت تقف فى طابور العيش لا تأخذ إلا قدر حاجتك وما يكفيك وأسرتك. لو بتحب مصر.. لا تكن أنت أو سيارتك سببا فى تعطيل المرور أو أن تحاول افتعاله بقصد منك وبغير قصد. لو بتحب مصر.. لا ترم بيدك أى ورقة وإن كانت صغيرة إلا فى مكانها المناسب لها. لو كنت تحبها حقا، فلكل حق حقيقة، وصار واجبا عليك أن تثبت الحب بعملك الحقيقى وسلوكك وأخلاقك التى تدل على الحب الحقيقي، "مش اللى كده وكده". لو فشل الرئيس فى تحقيق ما وعد به – لا قدر الله – فتأكد أن الرئيس ليس وحده الذى فشل، وتأكد أنك شريك فى ذلك الفشل، والذى ربما سيمتد إلى أجل لا يعلمه إلا الله، وبذلك ستتحمل ذنب أجيال كثيرة من بعدك، لن يسامحوك على ما فعلت. لا أقول لك تقشف وأسرتك – وهذا فى نظرى واجب الوقت – ولكن أقول لك: لا تأخذ أكثر من حقك ولا تطالب بأكثر من حقك وأتقن عملك وأعطه حقه. إن استطعت أن تفعل ذلك بكل ما أوتيت من قوة فهذا جيد، وإن لم تستطع فافعل بلسانك وإن لم تستطع فبقلبك، وذلك أضعف الإيمان.