فيلسوف سويسرى، كان أهم كاتب فى عصر العقل، وهو فترة من التاريخ الأوروبى، امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر، ساعدت فلسفة روسو فى تشكيل الأحداث السياسية، التى أدت إلى قيام الثورة الفرنسية، حيث أثرت أعماله فى التعليم والأدب والسياسة، وهو صاحب المؤلف الشهير "العقد الاجتماعى". ولد روسو فى مدينة جنيف بسويسرا عام 1712، وكانت أسرته من أصل فرنسى، وفى عام 1728، هرب روسو من جنيف، وبدأ حياة من الضياع، ومن التجربة والفشل فى أعمال كثيرة، كانت الموسيقى تستهويه دوماً، وظل لسنوات مترددًا بين احتراف الكتابة أو الموسيقى. وفى عام 1741م، كان روسو فى باريس يجرى وراء الشهرة والثروة، اتصل روسو بالفلاسفة وهى جماعة من مشاهير كتاب وفلاسفة العصر، وحصل على التشجيع المادى من مشاهير الرأسماليين، ومن خلال رعايتهم، خدم روسو أمينًا للسفير الفرنسى فى البندقية خلال عامى 1743، 1744م. قام روسو بانتقاد المجتمع فى رسائل عديدة، ففى رسالته تحت عنوان: "بحث فى منشأ وأسس عدم المساواة"، هاجم المجتمع والملكية الخاصة باعتبارهما من أسباب الظلم وعدم المساواة، وفى كتابه "هلويز الجديد" (1761م) مزيج من الرواية الرومانسية والعمل الذى ينتقد بشدة زيف المبادئ الأخلاقية التى رآها روسو فى مجتمعه، وفى كتابه "العقد الاجتماعى" (1762م)، وهو علامة بارزة فى تاريخ العلوم السياسية، قام روسو بطرح آرائه فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين، وفى روايته الطويلة "إميل" (1762م) أعلن روسو أن الأطفال، ينبغى تعليمهم بأناة وتفاهم، وأوصى روسو بأن يتجاوب المعلم مع اهتمامات الطفل، وحذر من العقاب الصارم ومن الدروس المملة، على أنه أحس أيضًا بوجوب الإمساك بزمام الأمور لأفكار وسلوك الأطفال. كان روسو يعتقد أن الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم، معلنًا أن من يعيشون منهم على الفطرة معزولون عن المجتمع، يكونون رقيقى القلب، خالين من أى بواعث أو قوى تدفعهم إلى إيذاء بعضهم بعضًا، ولكنهم ما إن يعيشوا معًا فى مجتمع واحد حتى يصيروا أشرارًا، فالمجتمع يُفسد الأفراد من خلال إبراز ما لديهم من ميل إلى العدوان والأنانية. يعتقد روسو أن القوانين يتعين عليها أن تعبر عن الإرادة العامة للشعب، وأى نوع من الحكم يمكن أن يكتسب الصفة الشرعية مادام النظام الاجتماعى القائم إجماعيا، واستنادًا إلى ما يراه روسو، فإن أشكال الحكم كافة تتجه فى آخر الأمر إلى الضعف والذبول، ولا يمكن كبح التدهور إلا من خلال الإمساك بزمام المعايير الأخلاقية، ومن خلال إسقاط جماعات المصالح الخاصة. وقد تأثر روبسبيير وغيره من زعماء الثورة الفرنسية بأفكار روسو بشأن الدولة، ولذا يعتبر روسو أحد من مهدوا للثورة الفرنسية رغم أنه توفى قبل قيامها بإحدى عشرة سنة، حيث توفى فى مثل هذا اليوم عام 1778م.