كتب الصحفي والكاتب الإسرائيلي، جدعون ليفي، المهتم بالصراع العربي الإسرائيلي، في مقال له، بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن قضية الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، وما تعانيه من معاملة وحشية في السجون الإسرائيلية، إذ ناشد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته الالتزام بمواثيق حقوق الإنسان الدولية تجاه الفلسطينيين. وتحت عنوان" ماذا لو كانت عهد التميمي ابنتك"، وجه "ليفي"، الذي ترتكز غالبية مقالاته على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والذي يصفه البعض بأنه "صحفي بطل" وآخرون بأنه "ناشر للدعاية" لحركة حماس، سؤالا افتراضيًا لنتياهو وأغلبية الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، عن ماذا سيفعلون لو كانت "عهد" ابنتهم هم وليس لوالدين فلسطينيين، موضحًا أن حتى الشعر الأشقر والملامح الأوربية لم تشفع ل"عهد" داخل السجون الإسرائيلية . وتابع "ليفي"، في مقاله، أن خلال الأسبوعين الماضيين، انفجرت موجة من الغضب ضد إسرائيل، بسب التقارير الروتينية التي تحوي أوامر بتمديد فترة اعتقال "تميمي" مرة أخرى، ولكن في إسرائيل "لا حياة لمن تنادي"، وكأننا شعوب تجردنا من الإنسانية، فحتى مظهر عهد "الغير العربي" لم يتمكن من لمس أي قلوب هنا. وقد نوه جدعون ليفي، بأن الجدار العازل، أو المعنى الأدق له، جدار التجريد من الإنسانية والرحمة الذي تم بناؤه من خلال حملات خبيثة من التحريض والدعاية وغسل الدماغ ضد الفلسطينيين قد طالة حتى " المراهقة الشقراء" من قرية النبي صالح. وأردف: من الممكن أن تكون ابنتك، أو ابنة الجيران، ولكن سوء المعاملة التي تعانيه "عهد" لا يثير أي مشاعر للتضامن والرحمة أو الإنسانية من الأساس، فعقب موجات الغضب الدولية على ما تجرأ الجيش الإسرائيلي القيام به ضد هذه الطفلة المناضلة، جاءت حملة "الخداع" بأن "عهد" إرهابية، والغرض من وراء الأمر هو غسل الأدمغة وإسكات الضمائر، ولهذا لم يكن بإمكانها أن تكون ابنتنا، لأنها "فلسطينية"!. وأضاف: لا أحد يسأل نفسه عما كان سيحدث لو كانت "التميمي" ابنته، ألم تكن فخور بها مثل والدها، الذي بكلماته التي يسطرها لدعم أبنته يأمرك باحترامه، ألم تكن تريد ابنة من هذا القبيل، أمضت شبابها غير الناضج من أجل نضال شجاع، من أجل الحرية؟ أو هل تفضل ابنة كانت ببساطة برأس فارغة و"عالة" عليك؟ واستطرد "ليفي"، بماذا كنت شعرت إذا كان جنود من جيش أجنبي قد غزت منزلك ليلا، وقامت بخطف ابنتك من سريرها قبل أن تنفط أثار النوم من عينيك حتى، لتراها، مكبلة اليدين ومعتقلة لفترة طويلة، لمجرد أنها صفعت الجندي الذي غزا منزلها، بل هي في حقيقة الأمر وجهت صفعة للاحتلال، الذي يستحق أكثر بكثير من الصفعات؟ . واختتم الصحفي الإسرائيلي مقاله، معقبًا، أن كل هذه الأسئلة لن تزعج أحدا، لأن ببساطة عهد التميمي، مواطنة فلسطينية، أي إرهابية، بما يعادلها بالمفهوم الغربي الصهيوني، وبالتالي فهي لا تستحق أي مشاعر تعاطف منا، لا شيء سيحطم الدرع الدفاعي الذي يحمي الإسرائيليين من الشعور بالذنب، أو على الأقل عدم الارتياح، على اعتقالهم الفاحش، أو على التمييز الذي يمارسه النظام القضائي، والذي لم يول أي اهتمام لها لو كانت مستوطنة يهودية.