علق المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اليوم السبت، على القرار الأممي، الصادر أمس الأول الخميس، الرافض لاعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر الجاري. وقال في مقال نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية (خاصة)، إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تلقّت "صفعة قوية في وجه سياستها أحادية الجانب"، ولا يمكنها تجاهل هذه الحقيقة، حتى لو اعتبرت واشنطن أن قرار الجمعية العامة بشأن القدس "غير ملزم". وأضاف المتحدث أن "القرار الأممي يمثل رسالة واضحة إلى إسرائيل والولاياتالمتحدة، مفادها أن القرارات الأحادية بشأن المدينة التاريخية (القدس) غير قانونية، ولاغية، وباطلة، وسيلاحقها المجتمع الدولي". واعتبر قالن أن الجمعية العامة للأمم المتحدة شهدت "يومًا تاريخيًا" عندما أقرت بأغلبية 128 صوتًا، قرارًا يطالب جميع الدول الامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس. وأشار أنّ تلك اللحظة "كانت تاريخية أيضًا في مسار الكفاح الفلسطيني من أجل الاستقلال، والسلام، والكرامة". وتابع: "لقد أثبت العالم أن شعب فلسطينوالقدس ليسا وحدهما، ولن يُتركا لأهواء ورغبات الإدارات الأمريكية والإسرائيلية المخالفة للقواعد والمبادئ الأخلاقية الدولية". ولفت أن مجلس الأمن، تبنى عام 1980 القرار رقم 478، الذي يحظر على الدول إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس، باعتبارها مدينة محتلة. وأضاف: "الأممالمتحدة أكدت أن أية قرارات أو ممارسات تمس طابع، أو وضع، أو التركيب الديمغرافي لمدينة القدس التاريخية، ليس لها أي أثر قانوني، وهي لاغية وباطلة". وشدّد على ضرورة إلغاء قرار واشنطن الأخير "امتثالًا لقرارات مجلس الأمن". وتابع: "الولاياتالمتحدة لم تستمع للتحذيرات، من أن قرارها سيدفع العالم إلى إدانتها، وعزلها، ورفضها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية المطاف". وعلى النقيض، يقول قالن؛ "ذهبت واشنطن إلى أبعد من ذلك، ولجأت إلى التهديد والابتزاز قبيل التصويت (على المشروع الأممي الأخير بالجمعة العامة)". وأضاف: "سيذكر التاريخ الدبلوماسي مستقبلًا ما حدث باعتباره لطخة سوداء بالنسبة للولايات المتحدة، بينما سيعتبر انتصارًا كبيرًا للقانون الدولي والأخلاق العليا". من جهتها، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، بوضوح، في قمتها الطارئة التي دعا إليها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 13 ديسمبر الجاري، بإسطنبول، أنّ "العالم الإسلامي لن يتعامل مع تلك القضية برفق، بل سيسعى إلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة لوقف أي سياسة فردية تجاه القدس والحرم الشريف"، وفق قالن. ولفت أنّ "توافق الآراء الذي برز في قمة التعاون الإسلامي، تخطى العالم العربي والإسلامي، وشمل كلًّا من أوروبا، وأفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية". وقال: "هذا الوضع أظهر مرة أخرى عدم شرعية سياسة الاحتلال الإسرائيلي، غير الأخلاقية، المستمرة منذ عقود، والقائمة على الإرهاب، ونزع الملكية". وتابع أنّ موقف دول العالم في الأممالمتحدة؛ "أكد أنه لا بديل عن حل الدولتين، وإنهاء إسرائيل لاحتلالها ونهبها الأراضي الفلسطينية". وموجها حديثه لواشنطن، قال قالن: "عوضًا عن دعم الاحتلال، يجب على الإدارة الأمريكية استخدام نفوذها لتنفيذ قرار حل الدولتين، على أساس حدود عام 1967". وأكد أن إدارة ترامب لا يمكنها أن تكون وسيطًا نزيهًا، بعد إعطائها الضوء الأخضر لإسرائيل؛ "كما لا يمكن أن تحظى بثقة الفلسطينيين والعرب بالتهديدات والابتزاز"، والتحيز لإسرائيل. ودعا قالن واشنطن إلى اتخاذ خطوة صحيحة، في المرحلة الحالية، ب"قبول قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلغاء قرارها الأحادي، وإعلان القدسالشرقية عاصمة لفلسطين". واختتم المتحدث باسم الرئاسة التركية مقاله بالتأكيد على ضرورة أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا أكبر، خلال المرحلة المقبلة، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك بالتعاون مع دول منظمة التعاون الإسلامي، وتركيا، بصفتها تتولى الرئاسة الدورية للمنظمة. واقتبس قالن عن "خافيير سولانا"، الأمين العام السابق لمجلس الاتحاد الأوروبي، القول: "أفضل طريقة لتشجيع الإسرائيليين والفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات، هو العمل على مبدأ تكافؤ الفرص بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، لأن الولاياتالمتحدة لن تفعل ذلك". وتابع: "إن اعتراف الاتحاد الأوروبي بفلسطين، سيضيف درجة من الإنصاف على طاولة المفاوضات، كما سيمنح الاتحاد نفوذًا في المفاوضات المستقبلية".