منذ أن أعلن الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء الأسبق, عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة, وأثار ذلك لغطًا وجدلاً واسعين, فعقب اتخاذ القرار من دولة الإمارات, وعودته إلى مصر جاء تعليقه هو شخصيًا بأنه سيعمل على "استقرار مصر"، ليفتح الباب على مصراعيه أمام التنبؤ بتراجعه, خصوصًا مع تزايد الموقف الغامض من حزب الحركة الوطنية الذي يتزعمه من دعمه خلال الانتخابات, غير أن محامية الفريق دينا عدلي أكدت أن مسألة الترشح ترجع إلى صاحب القرار. جاءت هذه التطورات بعد أيام من إلقاء القبض 3 من مؤيدي الفريق شفيق، وإصدار الأخير بيانًا طالب فيه أجهزة الأمن بالكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم، واصفًا الأمر بالخطير ومقدمًا اعتذارًا لمؤيديه. هذه التطورات طرحت تساؤلات عدّة حول إمكانية العقبات التي تواجه شفيق قبل فتح باب الترشح رسميًا, وما إذا كان سيصمد للنهاية أم سيعلن تراجعه بشكل رسمي. اللواء رؤوف السيد, النائب الأول لحزب الحركة الوطنية, نفى تراجع الفريق عن خوضه الانتخابات المقبلة, في الوقت نفسه لم يؤكد استمرار قراره بخوض السباق الرئاسي. وأكد السيد ل"المصريون" أن هناك مشاورات ومقابلات مكثفة يجريها شفيق مع قيادات الحزب وشخصيات عامة؛ للوقوف على قرار معين, مشيرًا إلى أنه كان من المفترض تنظيم مؤتمر في ال23 من الشهر الجاري, لكن عدم الاتفاق إلى القرار النهائي أدى إلى إرجائه ولم يحدد له موعدًا بعد, وأن قرار الحسم سيصدره شفيق بنفسه, مطالبًا بعدم الانسياق وراء أي تصريحات لم تصدر من الفريق أو المحامية دينا عدلي وقيادات الحزب. وحول البلاغ الذي اتهم شفيق بإثارة الرأي العام والفوضى بسبب ظهوره على قناة الجزيرة القطرية, أكد أن الهدف منه هو التشهير, كما أن شفيق لم يظهر على هذه القناة, وأن المرشح المحتمل أوضح من قبل كيفية تسريب بيان له إلى الجزيرة. ونفى نائب الحركة الوطنية, وجود أي خلافات داخل الحزب, أو تلقيه ضغوطات من جهة ما للضغط على الفريق بإعادة النظر في حسم قرار الترشح, مؤكدًا أن قرار الترشح ما زال محلَّ نقاش, كما نفى إلقاء القبض على أي عضو داخل الحزب, قائلاً: "إذا كان هناك أحد ألقي القبض عليه ويدعي أنه تابع للحركة الوطنية فعليه تقديم ما يثبت انضمامه للحركة الوطنية", وأن مطالبة الفريق الجهات الأمنية بضرورة الإفراج عنهم, جاءت خشية من إلحاق الضرر بمؤيديه, نافيًا أن يكونوا تابعين للحزب. واختتم: "النتائج غير واضحة حتى الآن, ولا أستطيع التبوء بشيء, لكن هناك لقاءات واجتماعات مستمرة يجريها شفيق داخل الحزب وخارجه, وفى النهاية سيكون قراره شخصيًا وسيعلنه في الوقت القريب, نافيًا أن يكون هناك أي قيود على حركته".