حذر المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الثلاثاء، من "مستويات العنف المقلق والتداعيات المدمرة على السكان المدنيين" باليمن، ودعا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية". جاء ذلك خلال إفادة أدلى بها أمام أعضاء مجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة، عقدت لمناقشة التطورات الجارية في اليمن. ونفي نائب المندوب البريطاني لدي الأممالمتحدة، السفير جوناثان آلين في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك معرفته بأسباب "غلق" الجلسة، وعدم انعقادها كجلسة مفتوحة كما كان مقررًا من قبل. وقال آلين: "لا أعرف بالضبط من طلب بأن تكون الجلسة مغلقة، ومن طلب بعقدها مفتوحة". واستدرك: "لكنني أفهم أن عددًا من الدبلوماسيين اعتقدوا أنها فكرة طيبة (أن تكون الجلسة مغلقة) نظرًا للتعقيدات التي حدثت خلال اليومين الماضيين، ما استدعى أن يحصل أعضاء المجلس على مناقشة صريحة للموقف". من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة، إن "المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حذّر مجلس الأمن في الجلسة المغلقة (لا تزال منعقدة حتى الساعة 19: 15 تغ) من مستويات العنف المقلق والتداعيات المدمرة على السكان المدنيين". وأضاف: "دعا المبعوث الأممي في إفادته إلى أعضاء المجلس، الأطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية". ووفقا لدوغريك، اعتبر ولد الشيخ، أن "مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وآخرين (لم يسمهم) يُشكل تطورًا سلبيًا مما سيغير كثيرًا في الديناميات السياسية في اليمن". وشهدت صنعاء خلال الثلاثة الأيام الماضية معارك عنيفة بين مسلحي الحوثي وقوات الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، انتهت بمقتل الأخير وهزيمة قواته. وأوضح دوغريك أن ولد الشيخ أشار إلى "الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية تفاوضية، التي باتت اليوم أكثر حدةً من أي وقت مضى وأن عملية السلام الشاملة وحدها هي التي يمكن أن تجلب حلا سلميًا ومستدامًا لشعب اليمن". وبحسب المتحدث، قال وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية، مارك لوكوك، خلال الجلسة المغلقة إن "الوضع الإنساني لا يزال متدهورًا للغاية حيث أصبح الملايين من اليمنيين الآن على أعتاب أكبر مجاعة في العصر الحديث". وأضاف: "أبلغ وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية مجلس الأمن أنه على الرغم من الدعوات التي وجهت أمس إلى هدنة إنسانية فقد استمرت الغارات الجوية في الوقت الذي تم فيه الحد من القتال البري". وتابع: "ضربت غارات التحالف على مقربة من مجمع الأممالمتحدة في صنعاء أمس، وتؤكد الأممالمتحدة مرة أخرى أن الهجمات الموجهة ضد مبانيها والمباني الإنسانية وضد الهياكل الأساسية المدنية محظورة حظرًا صارما بموجب القانون الإنساني الدولي". ونوّه دوغريك خلال المؤتمر إلى أنه يوجد حاليًا "7 سفن تجارية تحمل إمدادات شهرية من الاحتياجات الغذائية اليمنية قبالة ساحل اليمن، في انتظار إذن التحالف بدخول مينائي الحديدة، والصليف". وأردف: "هناك أيضا 7 سفن تجارية أخرى تنقل الوقود في طريقها إلى اليمن". ومضى قائلًا: "استؤنفت الرحلات الجوية للإغاثة الإنسانية، بما في ذلك رحلات الأممالمتحدة والصليب الأحمر، إلى صنعاء صباح اليوم. ومن المتوقع أن تبدأ رحلة أخرى للمنظمات غير الحكومية غدا الأربعاء". ويشهد اليمن، منذ نحو ثلاثة أعوام حربًا بين القوات الموالية للحكومة، والمدعومة بطيران التحالف العربي من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي، والقوات الموالية للرئيس الراحل علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفةً أوضاعًا إنسانيةً وصحيةً صعبةً، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير. -