قال دبلوماسيان سابقان إن على مصر أن تتخذ موقفًا واضحًا إزاء اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة, في خطوة رسمية للاعتراف بكون القدس عاصمة لدولة إسرائيل. في الوقت الذي أكد فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي اليوم، الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، بحسب المتحدث باسم الرئاسة. وقال السفير حسين هريدي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إنه "يجب على الدولة المصرية ألا تقف أمامها مكتوفة الأيدي, إزاء نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, وعلى القيادة أن يكون لها رد فعل رادع تجاه الولاياتالمتحدة وإسرائيل, والتأكيد على أن القدس مدينة عربية, ولا يمكن أن تكون عاصمة لإسرائيل". وأضاف هريدي, في تصريح إلى "المصريون": "هذا القرار سيؤثر على المنطقة بأكملها, في ظل توترات إقليمية, وجبهات صراع محتدمة بالفعل, وفي حال صمت زعماء الدول العربية عليه سيكون هناك تحرك شعبي في جميع البلدان تجاه السفارات الأجنبية وبالأخص الأمريكية, يتبعها موجة عنف كبيرة, لكن بالتأكيد ستكون الدول الغربية هي الخاسر الأكبر من القرار". من جهته, قال السفير إبراهيم يسري, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "موقف مصر يجب أن يكون واضحًا, وليس من خلال إصدار بيانات إدانة وشجب فقط؛ لأن الإدارة المصرية متهمة بالفعل من قِبل آخرين بأنها على علم بالتحركات الأمريكية بتحويل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, في إطار ما يعرف ب "صفقة القرن", ومن ثم يجب إزاحة هذه التهمة, والتأكيد من خلال قيادة رد فعل عربي موحد بوقف هذه الإجراء". وأضاف يسري ل"المصريون": "القرار الأمريكي, يمثل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن "242", ويعتبر تهديدًا لأي مقترح من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها بتقديم تسوية للأوضاع لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, ومن ثم يجب على مصر التشاور مع واشنطن والتأكيد على هذه النقاط, وإظهار حجم العواقب الوخيمة على المنطقة العربية من مثل هذا القرار, في ظل الإرهاب الذي يضرب المنطقة والصراعات الإقليمية". ووفق المتحدث باسم الرئاسة، فإن السيسي أكد خلال اتصال ترامب به اليوم، ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط. ويتمسك الفلسطينيون بالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، وتحذر دول عربية وإسلامية وغربية ومؤسسات دولية من أن نقل السفارة إلى القدس سيطلق غضبًا شعبيًا واسعًا، ويقوض تمامًا عملية السلام المتوقفة منذ عام 2014. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في العام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدسالغربية، معتبرة "القدس عاصمة موحدة وأبدية" لها؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به. ومنذ إقرار الكونجرس الأمريكي، عام 1995، قانوناً بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس دأب الرؤساء الأمريكيون على تأجيل هذه الخطوة لمدة ستة أشهر في كل مرة، مراعاة للمصالح الأمريكية.