مثَّل الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق بالنسبة للإسلاميين، رقمًا صعبًا خلال أول انتخابات رئاسية أجريت بعد ثورة يناير، بعد أن وصل إلى الجولة الثانية خلال الانتخابات التي حسمها الدكتور محمد مرسي، بفارق ضئيل عن منافسه. وحسم مرشح "الإخوان المسلمين" النتيجة لصالحه، بعد حصوله على 13 مليون و230 ألف 131 صوت (أي ما يعادل 51.73% من إجمالي الأصوات) فيما حصل شفيق على 12 مليون و347 ألف و380 صوت (أي ما يعادل 48.27%). وأعلن شفيق آخر رئيس وزراء في مصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، والمقيم في الإمارات منذ خسارته في انتخابات 2012 اليوم، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. وقال شفيق في اتصال هاتفي مع وكالة "رويترز"، إنه يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، مضيفا أنه سيعود لمصر "خلال الأيام المقبلة". وتلقت "رويترز" أيضًا فيديو يتضمن كلمة لشفيق يعلن فيها نيته الترشح للانتخابات المتوقعة في أبريل تقريبًا. وقال شفيق في الفيديو الذي سجله في الإمارات: "إنني أشرف بأن أعلن عن رغبتي في التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة في مصر لاختيار رئيسها للسنوات الأربع القادمة". وقال محمد الديب، العضو بحزب "الوسط"، ذي التوجه الإسلامي، والذي كان حليفًا للإخوان في انتخابات 2012، إن "ترشح شفيق للانتخابات الرئاسية القادمة هو أفضل لحل المشكلات التي تموج بها مصر منذ أكثر من 4سنوات". وأضاف الديب في تصريحات إلى "المصريون"، مؤيدًا ترشح شفيق، أن "شفيق غير متورط في الدماء التي سالت، كما أن المعارضة وفي القلب منهم التيار الإسلامي في أضعف حالاتها"، وتابع: "دعم الحزب لشفيق لم يعرض على الهيئة العليا والمكتب السياسي للتصويت عليه"، فيما أشار إلى أن هناك تأييدًا له داخل "الإخوان المسلمين" من قبل من وصفهم ب "العقلاء". واستدرك: "أي شخصية مدنية لن تستطيع الوقوف في وجه الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، أما الفريق شفيق فيستطيع ذلك، خاصة وأنه محسوب على المؤسسة العسكرية"، واصفًا إياه بأنه "رجل عاقل يفهم في التوازنات الدولية". يحيى عقيل العقيل، النائب السابق في برلمان 2012، والعضو فيما يسمى ب "البرلمان الشرعي" الذي أسسه "الإخوان" في الخارج بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، رأى أن "شفيق لن يقبل بدور الكومبارس". وقال إن "قرار ترشح شفيق للانتخابات لم يكن قرارًا فرديًا، فهو ترتيب إقليمي وضوء دولي وتنسيق داخلي وتهديد حقيقي للسيسي"، مضيفًا: "ترشح شفيق سيكون حقيقيًا بعد عودته إلى مصر وإعلان ترشحه رسميًا". وأوضح أن "دعم التيار الإسلامي لشفيق أمر متوقع خاصة في ظل العجز وانسداد الأفق والوضع المأساوي، وعدم وجود سيناريو متاح للخروج من المشهد المزري". في الوقت الذي رأى فيه أن المحامي اليساري، خالد علي الذي كشف في وقت سابق عن نيته الترشح لانتخابات الرئاسية "لن يكون له أي دور في الانتخابات القادمة إلا إذا استخدم لإضعاف شفيق لحساب السيسي". وقال قيادي شاب بجماعة "الإخوان المسلمين" – طلب عدم نشر اسمه - إن "شباب الجماعة ستدعم شفيق خلال الانتخابات القادمة ليس حبًا فيه ولكن نكاية في السيسي". وشدد على "ضرورة استثمار الانتخابات القادمة جيدًا، والتحالف مع أي مرشح يقف في وجه السيسي، خاصة أن شفيق مدعوم بشدة من بعض الدول، كما أن له رجاله داخل الدولة". ورأى أن "فرص شفيق كبر خاصة أن حزب الكنبة سيعطي صوته بشفيق حنينًا لأيام الرئيس الأسبق حسني مبارك". بينما كان للمهندس أحمد السباعي القيادي بحزب "الوطن" السلفي، رأي آخر، إذ قال إن "حظوظ الفريق شفيق قليلة في النجاح في ظل سياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها النظام الحالي". وأضاف: "التيار الإسلامي مفكك إلى أقصى حد ومنشغل بمعاركه الداخلية من مهاجمة البراهمة إلى انتقاد الإخوان إلى رعب البقية، فلا أظنهم يستطيعون اتخاذ موقف لدعم أو مجابهة أحد في الانتخابات القادمة".