نشر موقع شبكة "بي بي سي" الإنجليزية، اليوم الأربعاء، وثائق سرية، كشفت فيها أن الرئيس الأسبق حسني مبارك أجرى "تفاهمات مع أمريكا بشأن توطين الفلسطينيين في مصر قبل أكثر من 3 عقود". ووفقًا للوثائق، التى حصلت عليها "بي بي سي" بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا "كشف مبارك (1981-2011) عن طلب أمريكي بخصوص ذلك في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان (1981-1989) خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر (1979-1990)". واشترط الرئيس المصري الأسبق، بحسب الوثائق، لقبول توطين الفلسطينيين "التوصل لاتفاق بشأن إطار لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي"، عقب وقوع هجمات إسرائيلية عسكرية على منظمة التحرير الفلسطينية، والجيش السوري، ومنظمات إسلامية مسلحة في جنوبلبنان عام 1982. وطرح مبارك تصورا بشأن التسوية في الشرق الأوسط، حيث سعى لإقناع الولاياتالمتحدة وإسرائيل بقبول إنشاء كيان فلسطيني في إطار كونفدرالية مع الأردن، تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبلا، بحسب المصدر ذاته. وحسب محضر المباحثات بين مبارك وتاتشر، قال الأول إنه "عندما طُلب منه في وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولاياتالمتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل لحل الصراع العربي الإسرائيلي". ووفق الوثائق، أبدى مبارك استعداده لاستقبال فلسطينييلبنان "رغم إدراكه المخاطر التي تنطوي عليها هذه الخطوة"، مؤكدا أنه أبلغ الدبلوماسي الأمريكي ذو الأصول اللبنانية فيليب حبيب أن رغبة بلاده ب"دفع الفلسطينيين لمغادرة لبنان هي مخاطرة بإثارة عشرات المشكلات الصعبة في دول أخرى" ووفق محضر المباحثات، أوضحت تاتشر أنه لا يمكن أن يعود الفلسطينيون إلى فلسطين التاريخية أيا كانت التسوية المستقبلية، قائلة "حتى إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن تؤدي إلى استيعاب كل فلسطينيي الشتات". وردا على ذلك قال بطرس غالي، وزير الخارجية آنذاك، إنه "لا يجب أن يكون لدينا في الواقع فقط دولة إسرائيلية وشتات يهودي، بل دولة فلسطينية صغيرة وشتات فلسطيني أيضا". غير أن تاتشر أبدت تأييدا لفكرة الفيدرالية بين الأردن ودولة فلسطينية، لكنها تحفظت على قيام دولة فلسطينية مستقلة عن الأردن، قائلة "البعض يشعر أن دولة فلسطينية مستقلة قد تخضع لهيمنة الاتحاد السوفيتي". فيما رد أسامة الباز، شغل منصب المستشار السياسي لمبارك، على تحفظ تاتشر، قائلا "هذا تصور خاطئ فلن تكون أي دولة فلسطينية خاضعة أبدا لهيمنة الروس". وبحسب الوثائق، فإن المباحثات المصرية البريطانية لم تتطرق إلى أوضاع بقية اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين. وفي مارس 2002، رفضت الحكومة اللبنانية أن تقر القمة العربية في بيروت المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل لأنها لم تتضمن حق الفلسطينيين في العودة. وفي أبريل الماضي، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مصطلح "صفقة القرن" خلال زيارته للعاصمة الأمريكيةواشنطن، والتي تزامنت مع زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله. لكنه لم يعلن عن تفاصيلها التي عزت وسائل إعلام عربية إلى ارتباطها بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكدت مصر مرارا عدم تفريطها في سيناء ورفضها أي تصريحات أو تقارير إعلامية تشير إلى وجود مخطط يتم فتمام صفقة لحل القضية الفلسطينية.