قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن قيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار إعلان دستورى مُكمّل، وحل البرلمان قد ساهم بدرجة كبيرة فى توحيد صفوف القوى السياسية العلمانية والإسلامية بعد انقسام دام طويلاً، كما أن جماعة "الإخوان المسلمين" استعادت "حماسها الثورى"، وفقًا لمراقبين سياسيين. واعتبرت الصحيفة انضمام الجماعات الثورية العلمانية إلى التظاهرات التى دعا لها أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" احتجاجًا على محاولات "العسكرى" إحكام قبضته على السلطة كان من أبرزها "حركة شباب 6 إبريل"، إشارة إلى تحرك الرمال السياسية لثورة مصر المتقلبة، لافتة إلى اتهام العلمانيين ل "الإخوان" سابقًا بعقد صفقات مغلقة مع "العسكرى" مقابل الحصول على مكاسب سياسية. وقالت إنه فى الوقت الذى تتضارب فيه الأنباء حول تدهور الحالة الصحية للرئيس المخلوع حسنى مبارك، تضع جماعة "الإخوان" نفسها على "مسار تصادمى خطير" مع "العسكرى"، مشيرةً إلى احتشاد الآلاف من أنصار الجماعة فى ميدان التحرير مساء الثلاثاء؛ احتجاجًا على الإعلان الدستورى المُكمل، وحل البرلمان الذى كان يهيمن عليه الإسلاميون. ونقلت الصحيفة عن تامر فؤاد المتحدث باسم حركة "6 إبريل" قوله: "أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين لم تعد تنخدع بوعود العسكرى المزعومة، إنهم يرون الآن أننا كنا على حق فى حملتنا ضد العسكرى.. أعتقد الآن أنهم يؤمنون بالثورة.. لقد اعتذروا لنا واعترفوا بخطئهم حينما تركونا وحدنا بعدما تمت الإطاحة بمبارك"، لافتًا إلى اتهام العديد من النشطاء للجماعة بأنها لاذت بالفرار فى الأسابيع التى تلت تولى العسكرى لإدارة شئون البلاد. واعتبرت الصحيفة أن تراجع الجماعة عن تعهدها بعدم تسمية مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية من بين صفوفها والذى عمق الخلاف بينها وبين العسكرى هو أحد أكبر المؤشرات على انتهاء "شهر العسل" معه، فضلاً عن دخولها فى مواجهة مع العسكرى لمحاولته خنق سلطتها البرلمانية. وأشارت إلى أن الجماعة كانت قد رفضت المشاركة فى التظاهرات المتتالية، فى حين بدأت قياداتها يصدرون بيانات لتهدئت العسكرى. ونقلت عن هانى شكر الله مدير تحرير "الأهرام" قوله: "إن المواجهة ما بين العسكرى والإخوان ستشتد".