ذكر موقع "باديش تسايتونج" الألماني أن إثيوبيا تهدد وجود أهم وسيلة نجاة لمصر، وهي مياه نهر النيل، ببنائها سد النهضة الذي من شأنه أن يمنع مياه النيل الأزرق للتدفق لمياه نهر النيل، إلا أن هناك من يفكر في القاهرة في تنفيذ عمل عسكري، إذ إن عواقب بناء السد خطيرة جدًا على مصر، مشيرًا إلي أن السودان يدعم إثيوبيا بعد توقيعه اتقافيات إمداد كهرباء مع إثيوبيا. صبر السيسي نفد كان الرئيس المصري ،عبد الفتاح السيسي، قد تجنب لفترة طويلة استفزاز إثيوبيا، ولكن من الواضح أن صبره قد نفد في الأسابيع الماضية، خاصة بعد فشل المحاولة ال17 للوصول إلي اتفاق، فصرح " لا أحد يستطيع أن يمسح مياه النيل الخاصة بمصر؛ فهي بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت؛ و دافع مجلس الوزراء في القاهرة غاضبًا عن القضية، أن إمداد مصر بالمياه من النيل أهم موضوعات الأمن القومي المصري، ومع ذلك فأن الرئيس السيسي سيحاول من جديد في ديسمبر التفاهم مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايله مريم ديساليغنه؛ نظرًا لأن وقت التفاوض قد ولى. وكان سبب هذا التصريح هو "سد النهضة الإثيوبي" ، والذي تم الشروع في بنائه في مارس 2011 خلف ستائر الليل؛ حيث كانت مصر منشغلة في بشؤونها الداخلية نتيجة للربيع العربي بقوة ، و من المفترض أن تنهي إثيوبيا البناء العملاق مع بداية 2018، وبعدها ستبدأ أديس أبابا في ملء الحوض الكائن خلف السد، بسعة تخزينية تكافئ كمية مياه نهر النيل في سنة كاملة، الأمر الذي يمثل تهديدًا خطيرًا لمصر. وذلك لأن مصر الكائنة عند مصب النيل، هي هبة النيل؛ هذا ما توصل إليه المؤرخ اليوناني "هيرودوت" في القرن الخامس قبل الميلاد، والآن تعد مياه النيل الخاصة بمصر المتدفقة لمئات السنوات مهددة، إلا أن إثيوبيا لم تعبأ بذلك حتى الآن، إذ أنها خلقت حقائق على أرض الواقع، دون التحدث مع القاهرة بجدية عن العواقب. لهذا يدعم السودان بناء السد خاصة وأن إثيوبيا استطاعت جذب جارتها السودان عن طريق توقيع اتفاقية إمداد كهرباء من محطات الكهرباء الكائنة عند السد الجديد، فضلًا عن أن السودان تتعاون مع الإمارات العربية المتحدة والسعودية من أجل زراعة مساحات زراعية بطول النيل، والتي من المفترض أن تمد دول الخليج أيضًا. وبمعنى آخر فأنه ليس من العجيب أن يتميز الوضع السياسي في القاهرة في تلك الأيام بالإحباط و التهديدات والذعر، وكان بموجب الاتفاقيتين لعامي 1929 و 1959 يحق لكل لدول المصب نسبة 87% وهي حصة الأسد من النهر، تأخذ منها مصر 55 مليار متر مكعب و السودان 18 مليار متر مكعب؛ ولهذا كفلت لهما القوى الاستعمارية البريطانية حق استخدام فيتو لمنع إقامة مشاريع أو سدود عند المنبع، هو امتياز لا تعترف به إثيوبيا، إذ أنها تعد واحدة من دول منابع النيل الأزرق، الذي يساهم في أربعة أخماس كمية مياه نهر النيل . الحل العسكري آخر أمل الصراع المرتقب يتمحور في الأساس حول المدة، التي سيمتلئ فيها الحوض خلف السد، فاقترحت مصر فترة تمتد من 8 سنوات إلي 18 سنة، للحفاظ على كمية المياه السارية في النيل كبيرة، إلا أن إثيوبيا تريد ملء أكبر كمية للماء خلال ثلاث سنوات، حتى تولد التوربينات الضخمة الكهرباء في أقرب وقت. ووفقًا لإحدى الدراسات الجمعية الجيولوجية الأمريكية فإن فترة ملء بين خمس وسبع سنوات ستقلل كميات مصر في مياه النيل إلي الربع، الأمر الذي يعتبر كارثة للقاهرة، ولن يقتصر الخطر على مساحات مصر الزراعية، ولكن أيضًا سيمتد إلي نسبة إمداد مياه الشرب، وتوليد الكهرباء في سد أسوان. ولهذا يطالب البعض بتوجيه ضربة عسكرية ضد إثيوبيا، فصر الخبير العسكري، حاتم صابر، مصر لن تنتظر الآثار السلبية للسد، فبالفعل هناك تجاه معادٍ من السودان وإثيوبيا تجاه مصر، وفي حالة أن سقطت كل الاحتمالات، فسيكون لدينا الحق في تدمير سد النهضة.