سلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثيوبيا؛ بشأن أزمة سد النهضة، إذ أكد "السيسي"، أن قضية المياه مسألة "حياة أو موت"، وفي هذا السياق، تساءلت الصحيفة عن الرد الرسمي للنظام على أثيوبيا، وخاصة بعد فشل المفوضات مع أديس أبابا؛ للتخفيف من آثار السد المتوقعة على القاهرة. وأوضحت الصحيفة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حذر أثيوبيا مرتين خلال أيام قليلة، إلا أن التحذير الثاني كان شديد اللهجة، وهذا بسبب الأضرار المحتملة من بناء السد، وخاصة مع إصرار أثيوبيا على إخفاء معظم الحقائق على مصر. وتضع إثيوبيا اللمسات النهائية على بناء السد الذي يعتبر الأكبر في أفريقيا، وستبدأ ملء الخزان العملاق لتوليد الكهرباء، وهو ما سوف يؤثر على حصة مصر من المياه خلال سنوات الملء. وتخشى مصر من انقطاع إمدادات المياه، وتدمير أجزاء من أراضيها الزراعية الثمينة، وغالبًا ما يتسبب بناء السدود على الأنهار الدولية في نزاعات بسبب تأثيره على دول المصب. والأسبوع الماضي، أعلنت القاهرة عن أنها تدرس "الإجراءات" اللازم اتخاذها بعد تحفظ إثيوبيا والسودان على تقرير مبدئي أعده مكتب استشاري فرنسي حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها من مياه نهر النيل. وتقول إثيوبيا، إن "السد ضرورة لتطويرها، وسعت مرارًا لطمأنة مصر، لكن جهود القاهرة لإقناع أديس أبابا بالتنسيق معها حول ملء خزان السد لم تنجح بعد". ومع تداول الأخبار المجلية والعالمية على إنهاء أثيوبيا من ببناء السد، والأضرار التي ستلحق بمصر، سعى الرئيس "السيسي" لطمأنة المصريين في تصريحات تلفزيونية خلال افتتاحه مزرعة أسماك في محافظة كفر الشيخ، بتأكيده أن "المياه مسألة حياة أو موت.. ولا أحد يستطيع المس بحصتنا من المياه". ويوفر النيل أكثر من 90% من إمدادات المياه في مصر، حيث تحصل على حصة الأسد حوالي 55 مليار متر مكعب من المياه التي تتدفق كل عام، من إجمالي 88 مليارًا. وكرّر "السيسى"، خلال مؤتمر صحفي في شرم الشيخ 8 نوفمبر الجاري نفس الرسالة لأثيوبيا، قائلًا: "إننا ننظر بشكل إيجابي إلى الاحتياجات التنموية لأصدقائنا وإخواننا في إثيوبيا، وقادرون على حماية أمننا الوطني.. والمياه بالنسبة لنا مسألة أمن قومي". وأشارت الصحيفة، إلى أن "السيسي لم يوضح كيف تعتزم مصر الرد"، واستبعدت الحكومة القيام بأي عمل عسكري، إلا أن كبار المسئولين المصريين قاموا في الشهور الأخيرة بتشديد خطابهم نحو إثيوبيا، ولكن "أين الرد الرسمي أو الخطة المنظمة لإدارة المصرية لحماية أمنها المائي؟". وذكرت الصحيفة، أن الرئيس السيسي سعى لتعزيز علاقات مصر مع أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخاصة دول حوض النيل، ويصر على أنه رغم احتياج بلاده لحصتها كاملة من مياه النهر، فإنها مستعدة للمساعدة في التنمية.