أثارت الأنباء التى ترددت مساء أمس الثلاثاء، والخاصة بتدهور الحالة الصحية للرئيس المخلوع حسنى مبارك ووصلت إلى حد الإعلان عن وفاته "إكلينيكيًا" العديد من ردود الأفعال، حيث اعتبرها البعض محاولة لتوجيه أنظار الشعب عن مهاجمة المجلس العسكرى، وانشغالهم بمتابعة ومناقشة الأخبار الملفقة، وعدم ذهاب جانب كبير من الناس للتحرير، فيما نفى خبراء عسكريون هذه الاتهامات، معتبرين أن الشائعات فى الأيام القليلة الماضية طبيعية نظرًا لحالة الترقب التى يمر بها الشارع المصرى حاليًا. واعتبر حزب النور أن الأخبار المتعلقة بوفاة مبارك الهدف منها هو إلهاء الشارع وتبرير إخراجه من السجن؛ تمهيدًا لسفره للعلاج بالخارج تحت دعوى أن حالته تستدعى ذلك وكأنه غير مسجون، مشيرًا إلى أن الشائعة تهدف لإثارة العاطفة الشعبية نحوه لأن الشعب المصرى بطبيعته عاطفى. وقال الدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمى للحزب: "إن كل ما يثار حول وفاته تكهنات لا أساس لها من الصحة من أجل التشويش على ما يحدث الآن من أحداث وإجراءات يرفضها الشارع المصرى، من إعلان دستورى وحل للبرلمان وتبرير فوز شفيق عبر تزوير إرادة الشعب وغيرها من أحداث الانقلاب العسكرى الناعم". فيما أكدت حركة شباب "6 إبريل" أن خبر وفاة الرئيس السابق "لم يعد يهتم به جموع الشعب المصرى، وطالبت المواطنين بعدم الاهتمام وعدم إشغال أنفسهم بمن لم يشغل نفسه بهم، لافتة إلى أنها شائعة الهدف منها شغل المواطنين عن المطالبة بحقوقهم بالميدان". وقال محمود عفيفى عضو المكتب السياسى بحركة شباب 6 إبريل: "إن خبر وفاة الرئيس السابق مبارك لم يعد له أهمية، خاصة أن المعركة الآن أصبحت مع العسكر لاسترجاع حقوق الشعب. فى السياق ذاته، اعتبر اللواء محمد على بلال الخبير العسكرى، نائب رئيس أركان قائد القوات المسلحة المصرية فى حرب عاصفة الصحراء، أن انتشار الشائعات فى الأيام القليلة الماضية يكشف عن حالة الترقب فى الشارع المصرى لما ستظهره الأيام القادمة من نتيجة الانتخابات وشكل الدولة، وكذلك الأخبار الخاصة بصحة مبارك، مشيرًا إلى أن عدم وجود تقارير رسمية تكشف الحقيقة ساهم فى زيادة هذه الإشاعات. وأشار اللواء بلال إلى ضرورة أن نأخذ هذه الشائعات مأخذ حسن النية نظرًا لحداثة التجربة الديمقراطية، لافتًا إلى أن المخابرات ترصد ما يحدث فى الدولة وتراقب ما ينشر من شائعات، خاصة إن كانت تمس أمن البلد أو القوات المسلحة، بحيث تدخل فى حالة مساس هذه الشائعات أمن الدولة أو الروح المعنوية للقوات المسلحة من خلال محاولاتها إظهار الحقيقة. وقال: "إن معظم الشائعات الخاصة بالعملية الانتخابية أو حبس خيرت الشاطر أو الحالة الصحية لمبارك وقتية ستنتهى بانتهاء ظرفها كإعلان رسمى لنتيجة الانتخابات". وأشار اللواء بلال إلى أنّ إسرائيل وأمريكا وكذلك الدول العربية تنظر بترقب نتيجة الانتخابات ومن الممكن أن تقوم بإطلاق شائعات فى مصر للتأثير على الرأى العام المصرى.