في الوقت الذي تسعى فيه القوى والتكتلات السياسية الموالية للسلطة إلى تدشين جبهة موسعة تضمها، بغرض مساندة الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعمه في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في أبريل القادم، لم تتوصل المعارضة فيما بينها لاتفاق، لتوحيد صفوفها، وللاستقرار على مرشح يخوض الاستحقاق الرئاسي. ودشن معارضون، عدة جبهات خلال الفترة الأخيرة، كان آخرها إعلان السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اعتزامه تشكيل جبهة جديدة لكي "تنوب عن الشعب في مخاطبة السلطة في كافة القضايا والموضوعات المثارة"، مبررًا ذلك بأن "الشعب المصري ليس لديه من يدافع عنه وعن مصالحه". وشدد على أن "مصر صارت بحاجة ملحة إلى جبهة وطنية صلبة، تضم كافة الأطياف؛ من أجل مواجهة النظام الحالي، وتوجيه ولفت نظره إلى ما يخدم الدولة ومصالحها، وأيضًا لكي تنهاه عما يؤدي إلى تدهور الأوضاع، وليس هذا فحسب، بل لكي تعلن مواقف الشعب في كافة القضايا والمعاهدات". وقبل أسابيع، دشن المهندس ممدوح حمزة، الناشط السياسي، جبهة أطلق عليها "التضامن للتغيير"، لافتًا إلى أن الهدف منها مواجهة ما وصفه ب "سياسات السلطة الحالية والأخطاء التي ترتكبها بحق الشعب"، ومؤكدًا أنها لن تقدم مرشحًا رئاسيًا في الانتخابات المصرية المقررة العام المقبل. وقال في تصريحات سابقه، إن "تشكيلها بسبب توالي السياسات الفاشلة للنظام، منها زيادة نسبة الديون، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التضخم ووصوله إلى 34 % وهو أمر لم يحدث من قبل لأنه لا يجب أن يزيد عن 10%، بخلاف السياسات الخاطئة وسجن الناس، بل أن رئيس لجنة العفو الرئاسي، أسامة الغزالي حرب، قدم أسماء 590 شخصًا لإصدار عفو رئاسي وفوجئنا أن الرئيس أفرج عن ثلاثة فقط منهم، هذا يعني أن هناك أمرا ما خطأ، وأن هذا النظام يلعب بالناس ويكذب علينا". أيضًا، دعا حمدين صباحي، المرشح الرئاسي الأسبق، في مقابلة تليفزيونية مع قناة "بي بي سي"، المعارضة إلى الانضمام للجبهة التي يسعى لتدشينه، للالتفاف حول مرشح يخوض الانتخابات الرئاسية. وأكد أن الجبهة مفتوحة للجميع، عدا تنظيم الإخوان المسلمين، ورجال نظام حسني مبارك، موضحاً أنه على اتصال بالقوى الليبرالية واليسارية أمين اسكندر، القيادي بحزب "الكرامة"، قال إن "المعارضة لن تستطيع التوحد أو التجمع في جبهة واحدة"، مرجعًا ذلك إلى ما وصفه ب "المناخ الاستبدادي التي تشهده البلاد لن يمكنها من هذا إطلاقًا، وأيضًا لأن ذلك الأمر يستغرق وقتا طويلًا، وحدوثه ليس هينًا. وأوضح اسكندر، ل"المصريون"، أنه "في حال حدوث ذلك، فإنها لن تستطيع القيام بأي تغيير، طالما أنها لم تستطع جذب قطاعات واسعة من المواطنين، ولم تتمتع بظهير شعبي قوي، يساندها ويدعم ما تحاول تنفيذه". وأضاف أن "الأحزاب لا تساعد على تنفيذ ذلك، حيث يرى بعضها أن السيسي، سيقدم خلال الفترة القادمة مجموعه من الإنجازات، في حين يرى آخرون أن استمراره سيؤدي إلى مزيد من الإخفاقات، ما يساعد على عدم القدرة على لم الشمل". وأشار القيادي بحزب "الكرامة" إلى أن "تشكيل أكثر من جبهة، يرجع أيضًا إلى اختلاف الرؤى والتصورات، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أنه لا مانع من ضم الجميع حتى لو كانوا إخوان أو أنصار للرئيس الأسبق حسني مبارك، يبحث آخرون عن تشكيل جبهة تضم المؤيدين لثورة يناير والمشاركين فيها فقط، والمؤمنين بأفكارها". إلى ذلك، قال هشام فؤاد، القيادي بحركة "الاشتراكيين الثوريين"، إن "الجو العام لا يسمح بعقد اجتماعات أو ندوات، إذ أن هناك قمعًا وإرهابًا، ما يدفع النخب إلى الإحجام عن القيام بأي تحرك لتحقيق تلك الخطوة". وأضاف ل"المصريون"، أن "هناك اختلافًا في الرؤى والتصورات، فهناك إسلاميون وآخرون مؤيدون لثورة يناير ومبادئها فقط، وأيضًا هناك من يسعى إلى تكوين جبهة تضم الكل، سواء مؤيدين لمبارك أو إخوان أو غيرهم، وهذا ما يمنع توحيد المعارضة". إلى جانب ذلك، قال القيادي بحركة "الاشتراكيين الثوريين"، إن "السلطة الحالية تسعى إلى إجهاض أي محاولة لتحقيق ذلك، بل تجتهد في تشويه والتشهير بمن يحاول تنفيذ تلك الخطوة، هذا بالإضافة للعوامل السابقة".