ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى سياق تعليق بشأن السعى الدولى الدؤوب لإيجاد حل للقضية السورية أن الزعيمين الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين التقيا "وجها لوجه" للمرة الأولى يوم أمس بعد فوز بوتين بالرئاسة الروسية على هامش قمة العشرين. وأوضحت الصحيفة فى تعليقها الذى ظهر على موقعها على شبكة الإنترنت أن أوباما سعى جاهدا لحث بوتين على العمل معه من أجل تسهيل عملية تنحى الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة فى سوريا ، وهى خطوة يعتبرها الغرب بمثابة السبيل الوحيد لإنهاء حمامات الدماء فى سوريا لأكثر من عام. ولفتت الصحيفة إلى أنه وبعد اجتماع دام لساعتين بين أوباما وبوتين ، لازال الرئيس الروسى متمسكا بموقف بلاده من القضية السورية . ووصفت الصحيفة الحالة التى كان عليها الزعيمان حال إنتهاء الإجتماع وإدلائهما بتصريحات للصحفيين بأنها حالة من الإحباط خيمت على الجانبين ، لافتة إلى أنه حتى بعد خروج الصحفيين من غرفة الإجتماعات ظل الزعيمان جالسين جنبا إلى جنب محدقين بأعينهما إلى الأمام دون أى تفاعل أو تبادل احاديث قليلة كتلك التى تحدث عادة بين الزعماء . ونسبت الصحيفة إلى أوباما قوله " اتفقنا والجانب الروسى على الحاجة إلى الوقف التام للعنف الدائر فى سوريا، وأنه يجب العمل على إيجاد عملية سياسية لمنع اندلاع حرب أهلية". ووفقا لما أكده مسئولون للصحيفة ، أمضى الرئيس الروسى خلال الإجتماع وقتا كبيرا يشير فيه إلى ما يعتبره الروس إنتقالا فاشلا للسلطة فى ليبيا إضافة إلى قلقهم من أن الغرب ليس لديه خطة موثوقة لما قد يحدث بين الفصائل السورية المتناحرة والجماعات الإثنية حال تنحى الرئيس السورى عن السلطة. وتابع المسئولون في تصريحاتهم لصحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية ، أن الرئيس الأمريكى بذل جهدا مضنيا ومفصلا لطمأنة بوتين بأن الولاياتالمتحدة لا ترغب فى الوقوف بين روسيا وسوريا -كونها الحليف الإستراتيجى لروسيا ، مؤكدين أن المسؤولين الروس لم يصدقوا المسئولين الأمريكيين عندما قدموا لهم هذه التأكيدات في الماضي وانه خلال اجتماع أمس الإثنين انتهز اوباما الفرصة لاعادة تقديمها الى بوتين. ومضت الصحيفة تقول إن الزعيمين الأمريكي والروسي قد استمع كل منهما إلى توضيحات الآخر بشأن الاسباب التى تدعو الى تنحي أو عدم تنحي الأسد عن الحكم فى سوريا ، منوهة إلى أن مسئولين أمريكيين أعربوا عن أملهم فى أن يتمكنوا من المضى قدما للامام لحل القضية السورية. ونسبت ال "نيويورك تايمز" إلى -بنيامين رودز - نائب مستشار الرئيس الأمريكي للامن القومى والاتصالات الإستراتيجية إعتقاده بأن هناك حاجة ماسة للتوصل إلى عملية سياسية لا تقتصر فقط على وقف إطلاق النار ، مضيفا أنه من الواضح أن الولاياتالمتحدة تعتقد بأن العملية السياسية تحتاج إلى أن تتضمن إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة. ونوهت الصحيفة إلى أن القضية النووية الإيرانية كانت أيضا على أجندة أوباما وبوتين ، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةوروسيا بجانب اوروبا والصين تبذل جهودا مضنية لكبح جماح الطموحات النووية الإيرانية ، حيث تم تناول القضية الإيرانية على هامش قمة مجموعة العشرين يوم أمس الإثنين إضافة إلى جولة المحادثات - بشأن البرنامج النووي الإيراني - المنعقدة فى موسكو ، وقال الرئيس الأمريكي أنه ونظيره الروسى أكدا على اتباع نهج مشترك واتفقا على أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لتفعيل الإجراءات الدبلوماسية".